فهد
12-27-2020, 01:54 PM
أهمية نعمة الإيمان وضرورة المحافظة عليها
أهمية نعمة الإيمان وضرورة المحافظة عليها
https://www.arabsharing.com/do.php?img=257128 (https://www.arabsharing.com/)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! كنا شرعنا نتحدث في درس سابق عما تضمنته آيتان من سورة الفاتحة، من كون الناس ثلاثة أصناف لا رابع لهم، وأن صنفاً واحداً هو الناجي المفلح الفائز في الحياتين، والصنفان الآخران خاسران.
ومن ثم تلونا سورة الفاتحة، ولنتلها الآن تبركاً بها وتيمناً، ومن أجل أن نقف على هذه الحقيقة من آياتها المتضمنة لها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:1-7].
وذكرت لكم أن الله تبارك وتعالى علمنا في هذه السورة كيف نتوسل إليه ليستجيب دعاءنا، فعلمنا أن نحمده، وأن نثني عليه، وأن نمجده، وأن نتملقه؛ لأننا لا نعبد إلا هو ولا نستعين بسواه، ثم نرفع أكفنا ضارعين إليه سائلين حاجتنا التي ما فوقها حاجة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7].
وأبشركم بأن الله تبارك وتعالى عندما يصل العبد إلى هذه الآية يقول: ( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).
فلا ينقصنا إلا الصدق، إذ جاء ذلك في حديث أبي هريرة في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) يقول الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: (الرحمن الرحيم) يقول الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال العبد: (مالك يوم الدين) يقول الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال العبد: (إياك نعبد وإياك نستعين) يقول الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، وإذا قال العبد: (اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) يقول الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).
فهنيئاً لكم يا زمرة الإيمان، فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وشرعنا في بيان النعم الأربع التي أنعم الله بها على عباده الذين نجاهم من الخسران، وأَهّلَهم للنعيم المقيم في دار السلام، هم الذين نسأل الله تعالى أن يهدينا صراطهم: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7].
وذكرنا أن النعم أربع:
النعمة الأولى: هي نعمة الإيمان بالله تعالى وبما جاء عن الله من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإيمان الذي يتضمن أركانه الستة، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام وهو يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول عليه الصلاة والسلام يجيب، فيقول: ( أخبرني عن الإيمان؟ فيقول: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فيقول جبريل: صدقت يا رسول الله ).
هذا الإيمان -معاشر الأبناء والإخوان- أقسم بالله تعالى على أنه نعمة من أجل النعم، ومن أراد أن يتأكد فلينظر إلى حياة الكافرين وأوضاعهم الداخلية، وليتعرف إلى نفوسهم ونفسياتهم، وإلى ما يعيشون عليه من فتن، فإنه يتبين الحقيقة، وفضلاً عن ذلك أن ينظر يوم أن يدخل الله المؤمنين الجنة ويخزي الكافرين فيدخلهم النار، ثم يتبين المؤمن الفرق بين الإيمان والكفر.
ولعل قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، يبين أن النعمة التي أتمها وأكملها وأنعم بها علينا على رأسها الإيمان.
وقد قلت لكم: إن الإيمان يوهب ولا يكتسب، كم من ذكي فطن يتقد ذهنه بالذكاء ما آمن، وما وصل بذكائه وفطنته إلى أن يعرف الحقيقة الواحدة، فيقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكم من عاقل حصيف العقل بعيد النظر عميق في تفكيره حتى غاص في أعماق البحار، وحلق في أجواء السماء فكاد يصل إلى الجوزاء؛ عرف الذرة وحلل عناصرها، وما آمن، فما نفعه عقله، وكم.. وكم، ولكن الله يدخل في رحمته من يشاء، فالحمد لله أن أدخلنا في رحمته.
هذا الإيمان ذكرنا أنه نعمة أنعم الله بها علينا، فهي تتطلب الشكر الدائم، فلنستدم الشكر ولا نقطعه أبداً؛ خشية أن تسلب منا نعمة الإيمان، فكم من مؤمن سلب الإيمان، وإذا لم يسلبه في حال صحته وعافيته فقد يسلبه في حال مرضه وعند موته، فتكون الكارثة وهي سوء الخاتمة!
فلابد من شكر الله عز وجل على هذه النعمة.
أهمية نعمة الإيمان وضرورة المحافظة عليها
https://www.arabsharing.com/do.php?img=257128 (https://www.arabsharing.com/)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! كنا شرعنا نتحدث في درس سابق عما تضمنته آيتان من سورة الفاتحة، من كون الناس ثلاثة أصناف لا رابع لهم، وأن صنفاً واحداً هو الناجي المفلح الفائز في الحياتين، والصنفان الآخران خاسران.
ومن ثم تلونا سورة الفاتحة، ولنتلها الآن تبركاً بها وتيمناً، ومن أجل أن نقف على هذه الحقيقة من آياتها المتضمنة لها.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:1-7].
وذكرت لكم أن الله تبارك وتعالى علمنا في هذه السورة كيف نتوسل إليه ليستجيب دعاءنا، فعلمنا أن نحمده، وأن نثني عليه، وأن نمجده، وأن نتملقه؛ لأننا لا نعبد إلا هو ولا نستعين بسواه، ثم نرفع أكفنا ضارعين إليه سائلين حاجتنا التي ما فوقها حاجة: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ [الفاتحة:6-7].
وأبشركم بأن الله تبارك وتعالى عندما يصل العبد إلى هذه الآية يقول: ( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).
فلا ينقصنا إلا الصدق، إذ جاء ذلك في حديث أبي هريرة في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) يقول الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال العبد: (الرحمن الرحيم) يقول الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال العبد: (مالك يوم الدين) يقول الله تعالى: مجدني عبدي، وإذا قال العبد: (إياك نعبد وإياك نستعين) يقول الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، وإذا قال العبد: (اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) يقول الله تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ).
فهنيئاً لكم يا زمرة الإيمان، فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وشرعنا في بيان النعم الأربع التي أنعم الله بها على عباده الذين نجاهم من الخسران، وأَهّلَهم للنعيم المقيم في دار السلام، هم الذين نسأل الله تعالى أن يهدينا صراطهم: صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7].
وذكرنا أن النعم أربع:
النعمة الأولى: هي نعمة الإيمان بالله تعالى وبما جاء عن الله من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، الإيمان الذي يتضمن أركانه الستة، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام وهو يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول عليه الصلاة والسلام يجيب، فيقول: ( أخبرني عن الإيمان؟ فيقول: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فيقول جبريل: صدقت يا رسول الله ).
هذا الإيمان -معاشر الأبناء والإخوان- أقسم بالله تعالى على أنه نعمة من أجل النعم، ومن أراد أن يتأكد فلينظر إلى حياة الكافرين وأوضاعهم الداخلية، وليتعرف إلى نفوسهم ونفسياتهم، وإلى ما يعيشون عليه من فتن، فإنه يتبين الحقيقة، وفضلاً عن ذلك أن ينظر يوم أن يدخل الله المؤمنين الجنة ويخزي الكافرين فيدخلهم النار، ثم يتبين المؤمن الفرق بين الإيمان والكفر.
ولعل قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]، يبين أن النعمة التي أتمها وأكملها وأنعم بها علينا على رأسها الإيمان.
وقد قلت لكم: إن الإيمان يوهب ولا يكتسب، كم من ذكي فطن يتقد ذهنه بالذكاء ما آمن، وما وصل بذكائه وفطنته إلى أن يعرف الحقيقة الواحدة، فيقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكم من عاقل حصيف العقل بعيد النظر عميق في تفكيره حتى غاص في أعماق البحار، وحلق في أجواء السماء فكاد يصل إلى الجوزاء؛ عرف الذرة وحلل عناصرها، وما آمن، فما نفعه عقله، وكم.. وكم، ولكن الله يدخل في رحمته من يشاء، فالحمد لله أن أدخلنا في رحمته.
هذا الإيمان ذكرنا أنه نعمة أنعم الله بها علينا، فهي تتطلب الشكر الدائم، فلنستدم الشكر ولا نقطعه أبداً؛ خشية أن تسلب منا نعمة الإيمان، فكم من مؤمن سلب الإيمان، وإذا لم يسلبه في حال صحته وعافيته فقد يسلبه في حال مرضه وعند موته، فتكون الكارثة وهي سوء الخاتمة!
فلابد من شكر الله عز وجل على هذه النعمة.