![]() |
من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب
[read]http://www.arabsharing.com/uploads/1403780068872.gif من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب http://www.arabsharing.com/uploads/140378054521.jpg الحياء من الحياة . ومنه الحيا للمطر ، لكنه مقصور ، وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء . وقلة الحياء من موت القلب والروح . فكلما كان القلب [ ص: 249 ] أحيى كان الحياء أتم . قال الجنيد - رحمه الله : الحياء رؤية الآلاء . ورؤية التقصير ، فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء . وحقيقته خلق يبعث على ترك القبائح . ويمنع من التفريط في حق صاحب الحق . ومن كلام بعض الحكماء : أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه . وعمارة القلب : بالهيبة والحياء . فإذا ذهبا من القلب لم يبق فيه خير . وقال ذو النون : الحياء وجود الهيبة في القلب مع وحشة ما سبق منك إلى ربك ، والحب ينطق والحياء يسكت . والخوف يقلق . وقال السري : إن الحياء والأنس يطرقان القلب . فإن وجدوا فيه الزهد والورع وإلا رحلا . وفي أثر إلهي ، يقول الله عز وجل : ابن آدم . إنك ما استحييت مني أنسيت الناس عيوبك . وأنسيت بقاع الأرض ذنوبك . ومحوت من أم الكتاب زلاتك . وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة . وفي أثر آخر : أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه الصلاة والسلام : عظ نفسك . فإن اتعظت ، وإلا فاستحي مني أن تعظ الناس . وقال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة : القسوة في القلب . وجمود العين . وقلة الحياء . والرغبة في الدنيا . وطول الأمل . http://www.arabsharing.com/uploads/1403780545252.jpg وفي أثر إلهي : ما أنصفني عبدي . يدعوني فأستحيي أن أرده . ويعصيني ولا يستحيي مني . وقال يحيى بن معاذ : من استحيا من الله مطيعا استحيا الله منه وهو مذنب . وهذا الكلام يحتاج إلى شرح . ومعناه : أن من غلب عليه خلق الحياء من الله حتى في حال طاعته . فقلبه مطرق بين يديه إطراق مستح خجل : فإنه إذا واقع ذنبا استحيا الله عز وجل من نظره إليه في تلك الحال لكرامته عليه . فيستحيي أن يرى من وليه ومن يكرم عليه : ما يشينه عنده . وفي الشاهد شاهد بذلك . فإن الرجل إذا اطلع على أخص الناس به ، وأحبهم إليه ، وأقربهم منه - من صاحب ، أو ولد ، أو من يحبه - وهو يخونه . فإنه يلحقه من ذلك الاطلاع عليه حياء عجيب . حتى كأنه هو الجاني . وهذا غاية الكرم . [ ص: 250 ] وقد قيل : إن سبب هذا الحياء أنه يمثل نفسه في حال طاعته كأنه يعصي الله عز وجل . فيستحيي منه في تلك الحال . ولهذا شرع الاستغفار عقيب الأعمال الصالحة ، والقرب التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل . وقيل : إنه يمثل نفسه خائنا ، فيلحقه الحياء . كما إذا شاهد رجلا مضروبا وهو صديق له ، أو من قد أحصر على المنبر عن الكلام ، فإنه يخجل أيضا . تمثيلا لنفسه بتلك الحال . وهذا قد يقع . ولكن حياء من اطلع على محبوبه وهو يخونه ليس من هذا . فإنه لو اطلع على غيره ممن هو فارغ البال منه ، لم يلحقه هذا الحياء ولا قريب منه . وإنما يلحقه مقته وسقوطه من عينه . وإنما سببه - والله أعلم - شدة تعلق قلبه ونفسه به . فينزل الوهم فعله بمنزلة فعله هو . ولا سيما إن قدر حصول المكاشفة بينهما . فإن عند حصولها يهيج خلق الحياء منه تكرما . فعند تقديرها ينبعث ذلك الحياء . هذا في حق الشاهد . وأما حياء الرب تعالى من عبده : فذاك نوع آخر . لا تدركه الأفهام . ولا تكيفه العقول . فإنه حياء كرم وبر وجود وجلال . فإنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا . ويستحيي أن يعذب ذا شيبة شابت في الإسلام . وكان يحيى بن معاذ يقول : سبحان من يذنب عبده ويستحيي هو . وفي أثر : من استحيا من الله استحيا الله منه . http://www.arabsharing.com/uploads/1403780068943.gif[/read] |
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة لا عدمنا التميز و روعة الإختيار دمت لنا ودام تألقك الدائم |
الساعة الآن 08:22 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. By
Mohamed Mohtrf
عرب موتورز3.6.0 ©2011, Crawlability, Inc