قالت دراسة عن ازمة المرور فى القاهرة .. أنه إذا لم يتم حلها فى أسرع وقت .. فإنه بعد خمس سنوات من الآن .. أى من هذا العام 2012 .. ستقف جميع السيارات فى أماكنها ولن تتحرك .. تنبوءا بأنه من خلال متابعة حركة شراء السيارات الحديثة .. فإن كثافة الزحام ستزداد .. وعندما لا تجد السيارات المشتراه حديثا مكانا للوقوف أمام منازل أصحابها .. فإنها ستقف صف ثانى وثالث .. وتغلق الشوارع تماما حتى تصبح السيارات المارة فى الشوارع الرئيسية عديمة الفائدة فى تأديتها لخدماتها لأنها لن تجد الشوارع الفرعية اتفرغ فيها خدماتها وطاقتها .. لذا ف،ها ستتوقف هى الأخرى بالتبعية نظرا لعدم وجود أى طريق مفتوح كشريان يمكن منه المرور .
وإذا كانت هذه هى الدراسة العلمية الصادرة عن إحدى مراكز الأبحاث .
فإنى كمواطن مصرى متعامل مع الوضع بشكل يومى أقول رؤيتى وأقدم إقتراحى .
ففى القاهرة حقا أرى المرور هكذا كما تقوله الدراسة , لكنى فى نفس الوقت أرى أنه رغم كثافة السيارات فى الطرق وفوق الكبارى متحركة وسريعة ولا تتوقف الا عند إشارات المرور .. أو فى حالة حادثة سير أو عطل طارىء لسيارة لا قدر الله .
لكن عندما نلقى نظرة على الوضع الآن فى المنصورة .. نشعر بأن كثافة السيارات فى المنصورة نسبيا أعلى مما فى القاهرة .. حيث المنصورة مساحتها أقل .. وشوارعها الرئيسية اقل .. وضيقة فى الوقت ذاته .
وبالتأكيد فإن نفس المشكلة سوف نجدها فى محافظات أخرى .
لكن على اية حال فلابد من البحث عن مخرج من الأزمة الحالية .
هناك إقتراحات كثيرة .. منها ما ظهر فوق السطح .. وبعضها ما زال قابعا تحته وفق الدراسة .
لكنى أود أن أضيف إقتراحا أراه جيدا ممكنا .. لكن فى الدول المتحضرة فقط واتمنى أن نكون إحداها ..
الأقتراح إقتبسته من بندين سمعت بهما .
البند الأول فى الصين ..
ففى أحدى محافظات الصين .. ضاق المرور بشوارعها .. فصدر قرارا من الحكومة الصينية .. بمنع مرور أى سيارات ملاكى أو أجره داخل تلك المحافظة .. وأن يعتمد الجميع .. من الوزير إلى الغفير للذهاب إلى أعمالهم وقضاء حوائجهم .. على الدراجة العادية .. فهى رخيصة الثمن .. وخفيفة الوزن .. ولا تؤدى إلى حوادث .. وفى الوقت نفسه .. تفى بالغرض .
وهذه الوسيلة .. يمكن أستخدامها للفرد الواحد أو هناك دراجات ذو مقعدين يمكن أن تفى لحاجة فردين .
أما فى حالة الأسر المكونة من عدد من الرجال والنساء والأطفال فى داخلها .. فلها وسيلة التروللى باس .. وهو الأتوبيس الكهربائى الذى يعمل عن طريق ما يسمى وصلة السنجه من أسلاك معلقة فى الهواء إلى سقفه ثم إلى موتوره الكهربائى .. وبالفعل هذا التروللى كان موجودا فى الماضى فى الخمسينيات والستينيات فى شوارع القاهرة .
الأهم هنا فى هذه النقطة .. أن الشعب الصينى هنا استجاب للنظام ولم يعترض .. حيث أنه شعب متحضر يؤمن بأن له حاكم وحكومة لابد أن ينصاع لقوانينها .. عكس ما أتوقعه هنا من شعبنا إذا أريد تنفيذ هذا الأمر عليه .. فإنى أراه سيتزمر وينتقد الحكومة ويعارض وما إلى ذلك من أساليب الأحتجاجات المعروفة .
أما البند الثانى : فقد سمعته من العالم الدينى الأزهرى الجليل .. الدكتور مبروك عطيه .. حين أقسم بالله .. أن أى شاب أو أى إنسان يخرج بسيارته دون أى ضروره فيزاحم بها المرور .. فهو آثم .. وسيحاسب على ذلك يوم القيامة .
أعلم ان فى هذه النقطة .. ربما يقول أحد وما دخل الدين بالمرور .. وبصرف النظر عن القناعة من عدمها الا أن ذلك قد فتح لى طريقا لأقتراح شاورت عنه البعض فكان ردة الفعل الأندهاش .. أو الإعتراض على أستحياء .
نعم هذه طبيعتنا هنا كعرب ومسلمين .. نحن شطار فقط الجعجعة الدينية والتكفير واللعن وجلد الذات .. لكننا أبدا ما نقبل ولا نتقبل أى حلول علمية عملية قد تكلفنا شيئا من التنازل .. أو التضحية فى سبيل التعاون لمستقبل أفضل .
فأقتراحى الذى لاقى إعتراض هو :
(1) أننى دائما أرى الشباب يركبون السيارات الحديثة .. ويتسابقون فى جميع الطرق الواسعة والضيقة .. ويفعلون الطلعات الأمريكانى .. ويدورون مستعرضين فيما يسمى بالخمسات .. ووصل الأمر فى حالات ليست بقليلة إلى قتل بعض المارة .. المهم ان ذلك يساهم مساهمة فعالة فى الأزمات المرورية .
(2) السياره ضرورية حقا .. ولا ينكر أحدا ذلك .. لكن كيف نحقق الضبط والربط فى أن نضع مصفاه أو فلتر يفصل ما بين التحركات الضرورية .. وما بين التحركات الأستهلاكية دون جدوى .. أى الغير ضرورية ؟
(3) لم أجد سوى فرض قانون تقييد التحرك .. ولكن كيف ؟ .. يتم كالآتى :
أن يفرض على كل سيارة أثناء تجديد رخصتها فى المرور .. دفتر تقييد التحرك مدفوع ثمن تكلفته من صاحب السيارة .. به مثلا .. وأقول مثلا أى بعد الخضوع لدراسة .. مأتى تصريح فى العام أساسيين .. وعشر تصاريح طوارىء .. أى عند الحاجة الملحة بعد نفاذ عدد التصاريح الرئيسية .
بمعنى .. كلما هم صاحب السيارة بالخروج .. فإنه قبل التحرك .. يتم قطع تذكرة من الدفتر .. يحررها بنفسه بتاريخ تحركه .. وكذا يتم تحرير كعب التذكره .. بحيث سيتم مفاجئته بالحملات المرورية للتفتيش على تذكرة الخروج بالسيارة .
أما فى حالة خروجه بدون تحريرها او محاولة الوقوف لتحريرها عند اكتشافه لحملة مرورية .. فيعد ذلك مخالفة كأى مخالفة يحددها القانون ويتم دفعها .
هذا بإختصار إقتراحى الذى سيفيد فى الآتى :
(1) عدد التصاريح محدد وبالتالى فإن صاحب السيارة سيوفرها للضرورة .. مما سيقلل من كثافة السيارات فى الشوارع والطرق المختلفة .
(2) سيجبره على التصدى لأبنه الشاب الذى يريد السيارة عمال على بطال مما يعرضها للأستهلاك وربما للحوادث .
(3) سيوفر استهلاك بنزين وصيانه مكلفة للسيارة .. مما سيعود بالنفع على حالة الأقتصاد المنزلى .
واشياءا أخرى سيكون لها فوائد كثيرة .. لكن أهم ما يعنينى هنا ودون الدخول فى تفاصيل دراسة الموضوع هو الهدف الرئيسى منه .. وهو الحد من كثافة السيارات المرورية فى الطرق المختلفة .
واخيرا ..
نعم .. أعلم ما سيدور فى الأذهان .. حيث أن هناك حالات خاصة لا تستغنى عن استخدام السيارة بشكل يومى .. كشخص يسافر يوميا .. أو طبيب .. أو ضابط يمكن أن يستدعى فى أى وقت .
وأقول .. أبدا أبدا .. ما من ثمة مشكلة .. فكل هذه الأمور محلولة إذا نبذنا الأحقاد والنظر إلى بعضنا البعض بنظرية إشمعنى هو !
بالتأكيد هناك أناس ستكون لهم نسبه أعلى من التصاريح وفقا للقانون شرط ان يثبتوا أهمية ونوع عملهم الذى يتناسب تمشيا مع بنود القانون .
ويبقى السؤال .. هل الشعب المصرى لدية القدرة على الإنصياع لقوانين الأنضباط ؟
أعتقد ….. لا………. واللهم خيب ظنى ..
H.lm hglv,v tn hgrhivm hglv,v