عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013, 09:47 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف عام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حبيبه الرحمن


البيانات
التسجيل: Feb 2012
العضوية: 1033
المشاركات: 626 [+]
بمعدل : 0.14 يوميا
اخر زياره : [+]

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حبيبه الرحمن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : القسم الاسلامى

فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني السكون
فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني السكون


فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

ليلتان اثنتان، يجعلهما كل مسلم في مخيلته؛ ليلة في بيته مع أطفاله، وأهله، منعماً سعيداً، في عيش رغيد، وفي عافية وصحة، يضاحك أولاده ويضاحكونه، والليلة التي تليها مباشرة، أتاه فيها ملك الموت، فوضع في القبر وحيداً منفرداً.
فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

وهذا الشاعر العربي يقول:

فارقت موضع مرقدي يوماً ففارقني السكون

القبـر أول ليلـةٍ بالله قل لـي ما يكون


يقول: لما انتقلت من المكان الذي اعتدت عليه، إلى مكان آخر فارقني النوم، فما بالك كيف تكون الليل الأولى التي أوضع فيها القبر!! حيث لا أنيس، ولا جليس، ولا زوجة، ولا أطفال، ولا أموال.

ثم رُدّوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [الأنعام:62].


فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

أول ليلة في القبر، بكى منها العلماء، وشكى منها الحكماء، وصنفت فيها المصنفات.

أول ليلة في القبر، أتي بأحد الشعراء وهو في سكرات الموت، لدغته حية، وكان في سفر، فنسي أن يودع أمه، وأباه، وأطفاله، وإخوانه، فقال قصيدة، يلفظها مع أنفاسه، تعد من أهم المراثي العربية، يقول وهو يزحف إلى القبر:

فلله درّي يوم أترك طائعـاً بنيّ بأعلى الرقمتين وداريا

يقولون لا تبعد وهم يدفنوني وأين مكان البعد إلا مكانيا


يقول: كيف أفارق أولادي في هذه اللحظة، لماذا لا أستأذن أبوي؟ أهكذا تختلس الحياة؟ أهكذا تذهب؟ أهكذا أفقد كل شيء في لحظة؟ ويقول أصحابي والذين يتولون دفني: لا تبعد، أي لا أبعدك الله، وهل هناك أبعد من هذا المكان، وهل هناك أوحش من هذا المكان، وهل هناك أظلم من هذا المكان؟! حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون [المؤمنون:99-100].

كلا.. الآن تراجع حسابك، الآن تتوب، الآن تكف عن المعاصي، يا مدبراً عن المساجد ما عرفت الصلاة، يا معرضاً عن القرآن، يا منتهكاً لحدود الله، يا ناشئاً في معاصي الله، يا مقتحماً لأسوار حرسها الله، آلآن تتوب، أين أنت قبل ذلك؟!.
فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

ذكر مؤرّخ الإسلام في تاريخه قال: مات الحسن بن الحسن، من أولاد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه وأرضاه – كانت عنده زوجة وأطفال، وكان في الشباب، والموت لا يستأذن شاباً، ولا غنياً، ولا أسيراً، ولا ملكاً، ولا وزيراً، ولا سلطاناً.

الموت يقسم الظهور، ويخرج الناس من الدور، وينزلهم من القصور، ويسكنهم القبور.

مات الحسن بن الحسن فجأة، فنقلوه إلى المقبرة، ووجدت عليه امرأته، وحزنت حزناً لا يعلمه إلا الله، فأخذت أطفالها، وضربت خيمة حول القبر[1] – هكذا ذكر مؤرّخ الإسلام – وأقسمت بالله لتبكين هي وأطفالها على زوجها سنة كاملة. هلع عظيم، وحزن دائم، وبقيت تبكي على زوجها، فلما وفت سنة، أخذت أطناب الخيمة وحملتها، وأخذت أطفالها في الليل، فسمعت هاتفاً يقول: هل وجدوا ما فقدوا؟ فردّ عليه آخر قائلاً: لا بل يئسوا فانقلبوا، ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضيعتهم ولا وديعتهم.

فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

كنزٌ بحلوان عند الله نطلبه خير الودائع من خير المؤدّين

ما كلمهم من القبر، ولا خرج إليهم، ما قبّل أطفاله، ولا رأى زوجته.

هذه هي أول ليلة، ولكن هناك ليالٍ أخرى قال الله تعالى: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين [الطور:21].

لقد ودّعنا منذ شهر شابين، وقع لهما حادث انقلاب سيارة، وكان عزاؤنا أنهما من الشباب الصالح المستقيم على أمر الله تعالى؛ أما أحدهما فقد كان صاحباً للقرآن، وكان القرآن صاحبه، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه))[2].


فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

هذا الشاب كان يختم القرآن كل سبعة أيام، وقالت أمه وأبوه: إنه كان يقوم الليل لله رب العالمين، ولذلك خفّت المصيبة، لأنه قدم على قبر هو روضة من رياض الجنة، - إن شاء الله تعالى -.

وأما الثاني: فقد كان مستقيماً على أمر الله، لا يعرف إلا السجود، والمصحف، والرفقة الصالحة ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين[الأنعام:62].

أتى أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين، غرته قصوره، وما تذكّر أول ليلة ينزل فيها القبر، ونحن نقول لكل عظيم، وكل متكبّر، وكل متجبّر: أما تذكرت أول ليلة!!


فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني

هذا السلطان بني قصوراً عظيمة في بغداد، فدخل عليه أبو العتاهية يهنئه على تلك القصور فقال له:

عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقة القصور

عش ألف سنة، ألفين، ثلاثة، سالماً من الأمراض والآفات، يتحقق لك ما تريده من طعام وشراب ولذة.

عش ما بدا لك سالمـاً في ظل شاهقة القصور

يجري عليك بما أردت مع الغـدو مع البكـور


فارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقنيفارقت موضع مرقدي, يومـاً ففارقني



كلمات البحث

موتورز، سيارات امريكية، سيارات اسيوية





thvrj l,qu lvr]d< d,lJhW tthvrkd hgs;,k lvr]d l,qu hgs;,k d,lJhW thvrj tthvrkd










عرض البوم صور حبيبه الرحمن   رد مع اقتباس
وصلات دعم الموقع
وصلات دعم الموقع