الموضوع
:
احب عباد الله الى الله اكثرهم ذكرا
عرض مشاركة واحدة
07-10-2014, 08:27 AM
المشاركة رقم:
1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو
الرتبة
البيانات
التسجيل:
Mar 2014
العضوية:
1379
المشاركات:
687 [
+
]
بمعدل :
0.17 يوميا
اخر زياره :
[
+
]
التوقيت
الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
المنتدى :
القسم الاسلامى
احب عباد الله الى الله اكثرهم ذكرا
احب عباد الله الى الله اكثرهم ذكرا
[read]
احب
عباد
الله
الى
الله
اكثرهم
ذكرا
احب
عباد
الله
الى
الله
اكثرهم
ذكرا
عن عبد
الله
بن بسر قال : أتى النبي - صلى
الله
عليه وسلم - رجل ، فقال : يا رسول
الله
إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا ، فباب نتمسك به جامع ؟ قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر
الله
عز وجل خرجه الإمام أحمد بهذا اللفظ .
الحاشية رقم: 1
وخرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وابن حبان في " صحيحه " بمعناه ، وقال الترمذي : حسن غريب ، وكلهم خرجه من رواية عمرو بن قيس الكندي ، عن عبد
الله
بن بسر . وخرج ابن حبان في " صحيحه " وغيره من حديث معاذ بن جبل ، قال : آخر ما فارقت عليه رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - أن قلت له : أي الأعمال خير وأقرب إلى
الله
؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر
الله
عز وجل . وقد سبق في هذا الكتاب مفرقا ذكر كثير من فضائل الذكر ، ونذكر هاهنا فضل إدامته والإكثار منه . قد أمر
الله
سبحانه المؤمنين بأن يذكروه
ذكرا
كثيرا ، ومدح من ذكره كذلك ؛ [ ص: 511 ] قال تعالى : ياأيها الذين آمنوا اذكروا
الله
ذكرا
كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا [ الأحزاب : 41 ] ، وقال تعالى : واذكروا
الله
كثيرا لعلكم تفلحون [ الأنفال : 45 ] ، وقال تعالى : والذاكرين
الله
كثيرا والذاكرات أعد
الله
لهم مغفرة وأجرا عظيما [ الأحزاب : 35 ] ، وقال تعالى : الذين يذكرون
الله
قياما وقعودا وعلى جنوبهم [ آل عمران : 191 ] . وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة أن رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - مر على جبل يقال له : جمدان ، فقال : سيروا هذا جمدان ، قد سبق المفردون قالوا : ومن المفردون يا رسول
الله
؟ قال : الذاكرون
الله
كثيرا والذاكرات . وخرجه الإمام أحمد ، ولفظه : سبق المفردون قالوا : وما المفردون ؟ قال : الذين يهترون في ذكر
الله
. وخرجه الترمذي ، وعنده : قالوا : يا رسول
الله
، وما المفردون ؟ قال : المستهترون في ذكر
الله
يضع الذكر عنهم أثقالهم ، فيأتون يوم القيامة خفافا . وروى موسى بن عبيدة عن أبي عبد
الله
القراظ ، عن معاذ بن جبل قال : بينما نحن مع رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - نسير بالدف من جمدان إذ استنبه ، فقال : يا معاذ أين السابقون ؟ فقلت : قد مضوا وتخلف أناس . فقال : يا معاذ إن السابقين الذين يستهترون بذكر
الله
عز وجل خرجه جعفر الفريابي . [ ص: 512 ] ومن هذا السياق يظهر وجه ذكر السابقين في هذا الحديث ، فإنه لما سبق الركب ، وتخلف بعضهم ، نبه النبي - صلى
الله
عليه وسلم - على أن السابقين على الحقيقة هم الذين يدمنون ذكر
الله
، ويولعون به ، فإن الاستهتار بالشيء : هو الولوع به والشغف ، حتى لا يكاد يفارق ذكره ، وهذا على رواية من رواه المستهترون ورواه بعضهم ، فقال فيه : الذين أهتروا في ذكر
الله
وفسر ابن قتيبة الهتر بالسقط في الكلام ، كما في الحديث : المستبان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران . قال : والمراد من هذا الحديث من عمر وخرف في ذكر
الله
وطاعته ، قال : والمراد بالمفردين على هذه الرواية من انفرد بالعمر عن القرن الذي كان فيه ، وأما على الرواية الأولى فالمراد بالمفردين المتخلين من الناس بذكر
الله
تعالى ، كذا قال ، ويحتمل - وهو الأظهر - أن المراد بالانفراد على الروايتين الانفراد بهذا العمل وهو كثرة الذكر دون الانفراد الحسي ، إما عن القرن أو عن المخالطة ، والله أعلم . ومن هذا المعنى قول عمر بن عبد العزيز ليلة عرفة بعرفة عند قرب الإفاضة : ليس السابق اليوم من سبق بعيره ، وإنما السابق من غفر له . وبهذا الإسناد عن النبي - صلى
الله
عليه وسلم - ، قال : من أحب أن يرتع في رياض الجنة ، فليكثر ذكر
الله
عز وجل . [ ص: 513 ] وخرج الإمام أحمد والنسائي ، وابن حبان في " صحيحه " من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - قال : استكثروا من الباقيات الصاحات قيل : وما هن يا رسول
الله
؟ قال : التكبير والتسبيح والتهليل والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . وفي " المسند " و " صحيح ابن حبان " عن أبي سعيد الخدري أيضا عن النبي - صلى
الله
عليه وسلم - ، قال : أكثروا ذكر
الله
حتى يقولوا : مجنون . وروى أبو نعيم في " الحلية " من حديث ابن عباس مرفوعا : اذكروا
الله
ذكرا
يقول المنافقون : إنكم تراءون . وخرج الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي سعيد عن النبي - صلى
الله
عليه وسلم - أنه سئل : أي العباد أفضل درجة عند
الله
يوم القيامة ؟ قال : الذاكرون
الله
كثيرا ، وقيل : يا رسول
الله
، ومن الغازي في سبيل
الله
؟ قال : لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويتخضب دما ، لكان الذاكرون لله أفضل منه درجة . [ ص: 514 ] وخرج الإمام أحمد من حديث سهل بن معاذ ، [ عن أبيه ] ، عن النبي - صلى
الله
عليه وسلم - أن رجلا سأله فقال : أي الجهاد أعظم أجرا يا رسول
الله
؟ قال : أكثرهم لله
ذكرا
، قال : فأي الصائمين أعظم ؟ قال : أكثرهم لله
ذكرا
، ثم ذكر لنا الصلاة والزكاة والحج والصدقة كل رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - يقول : أكثرهم لله
ذكرا
: ، فقال أبو بكر : يا أبا حفص ، ذهب الذاكرون بكل خير ، فقال رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - : أجل . وقد خرجه ابن المبارك ، وابن أبي الدنيا من وجوه مرسلة بمعناه . وفي " صحيح مسلم " عن عائشة ، قالت : كان رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - يذكر
الله
على كل أحيانه . وقال أبو الدرداء : الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر
الله
، يدخل أحدهما الجنة وهو يضحك ، وقيل له : إن رجلا أعتق مائة نسمة ، فقال : إن مائة نسمة من مال رجل كثير ، وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار ، وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر
الله
عز وجل . وقال معاذ : لأن أذكر
الله
من بكرة إلى الليل أحب إلي من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل
الله
من بكرة إلى الليل . [ ص: 515 ] وقال ابن مسعود في قوله تعالى : اتقوا
الله
حق تقاته [ آل عمران : 102 ] قال : أن يطاع فلا يعصى ، ويذكر فلا ينسى ، ويشكر فلا يكفر ، وخرجه الحاكم مرفوعا وصححه ، والمشهور وقفه . وقال زيد بن أسلم : قال موسى عليه السلام : يا رب ، قد أنعمت علي كثيرا ، فدلني على أن أشكرك كثيرا ، قال : اذكرني كثيرا ، فإن ذكرتني كثيرا ، فقد شكرتني ، وإذا نسيتني فقد كفرتني . وقال الحسن : أحب
عباد
الله
إلى
الله
أكثرهم له
ذكرا
وأتقاهم قلبا . وقال أحمد بن أبي الحواري : حدثني أبو المخارق ، قال : قال رسول
الله
- صلى
الله
عليه وسلم - : مررت ليلة أسري بي برجل مغيب في نور العرش ، فقلت : من هذا ؟ ملك ؟ قيل : لا ، قلت : نبي ؟ قيل : لا ، قلت : من هو ؟ قال : هذا رجل كان لسانه رطبا من ذكر
الله
، وقلبه معلق بالمساجد ، ولم يستسب والديه قط . وقال ابن مسعود : قال موسى عليه السلام : رب أي الأعمال أحب إليك أن أعمل به ؟ قال : تذكرني فلا تنساني . وقال أبو إسحاق بن ميثم : بلغني أن موسى عليه السلام ، قال : رب أي عبادك أحب إليك ؟ قال : أكثرهم لي
ذكرا
. وقال كعب : من أكثر ذكر
الله
، برئ من النفاق ، ورواه مؤمل ، عن حماد بن سلمة ، عن سهيل ، عن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا [ ص: 516 ] وخرج الطبراني بهذا الإسناد مرفوعا : من لم يكثر ذكر
الله
فقد برئ من الإيمان . ويشهد لهذا المعنى أن
الله
تعالى وصف المنافقين بأنهم لا يذكرون
الله
إلا قليلا ، فمن أكثر ذكر
الله
، فقد باينهم في أوصافهم ، ولهذا ختمت سورة المنافقين بالأمر بذكر
الله
، وأن لا يلهي المؤمن عن ذلك مال ولا ولد ، وأن من ألهاه ذلك عن ذكر
الله
، فهو من الخاسرين . قال الربيع بن أنس ، عن بعض أصحابه : علامة حب
الله
كثرة ذكره ، فإنك لن تحب شيئا إلا أكثرت ذكره . وقال فتح الموصلي : المحب لله لا يغفل عن ذكر
الله
طرفة عين ، قال ذو النون : من اشتغل قلبه ولسانه بالذكر ، قذف
الله
في قلبه نور الاشتياق إليه . قال إبراهيم بن الجنيد : كان يقال : من علامة المحب لله دوام الذكر بالقلب واللسان ، وقلما ولع المرء بذكر
الله
عز وجل إلا أفاد منه حب
الله
. وكان بعض السلف يقول في مناجاته : إذا سئم البطالون من بطالتهم ، فلن يسأم محبوك من مناجاتك وذكرك . قال أبو جعفر المحولي : ولي
الله
المحب لله لا يخلو قلبه من ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته . وقد ذكرنا قول عائشة : كان النبي - صلى
الله
عليه وسلم - يذكر
الله
على كل أحيانه ، والمعنى : في حال قيامه ومشيه وقعوده واضطجاعه ، وسواء كان على [ ص: 517 ] طهارة أو على حدث . وقال مسعر : كانت دواب البحر في البحر تسكن ، ويوسف عليه السلام في السجن لا يسكن عن ذكر
الله
عز وجل . وكان لأبي هريرة خيط فيه ألف عقدة ، فلا ينام حتى يسبح به . وكان خالد بن معدان يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن ، فلما مات وضع على سريره ليغسل ، فجعل يشير بأصبعه يحركها بالتسبيح . وقيل لعمير بن هانئ : ما نرى لسانك يفتر ، فكم تسبح كل يوم ؟ قال مائة ألف تسبيحة ، إلا أن تخطئ الأصابع ، يعني أنه يعد ذلك بأصابعه . وقال عبد العزيز بن أبي رواد : كانت عندنا امرأة بمكة تسبح كل يوم اثني عشرة ألف تسبيحة ، فماتت فلما بلغت القبر ، اختلست من أيدي الرجال . وكان الحسن البصري كثيرا ما يقول إذا لم يحدث ، ولم يكن له شغل : سبحان
الله
العظيم ، فذكر ذلك لبعض فقهاء مكة ، فقال : إن صاحبكم لفقيه ، ما قالها أحد سبع مرات إلا بني له بيت في الجنة . وكان عامة كلام ابن سيرين : سبحان
الله
العظيم ، سبحان
الله
وبحمده . كان المغيرة بن حكيم الصنعاني إذا هدأت العيون ، نزل إلى البحر ، وقام [ ص: 518 ] في الماء يذكر
الله
مع دواب البحر . نام بعضهم عند إبراهيم بن أدهم قال : فكنت كلما استيقظت من الليل ، وجدته يذكر
الله
، فأغتم ، ثم أعزي نفسي بهذه الآية : ذلك فضل
الله
يؤتيه من يشاء [ المائدة : 54 ] . المحب اسم محبوبه لا يغيب عن قلبه ، فلو كلف أن ينسى تذكره لما قدر ، ولو كلف أن يكف عن ذكره بلسانه لما صبر .
كيف ينسى المحب ذكر حبيب اسمه في فؤاده مكتوب
كان بلال كلما عذبه المشركون في الرمضاء على التوحيد يقول : أحد أحد ، فإذا قالوا له : قل : واللات والعزى ، قال : لا أحسنه .
يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقل
كلما قويت المعرفة ، صار الذكر يجري على لسان الذاكر من غير كلفة ، حتى كان بعضهم يجري على لسانه في منامه :
الله
الله ، ولهذا يلهم أهل الجنة التسبيح ، كما يلهمون النفس ، وتصير " لا إله إلا
الله
" لهم ، كالماء البارد لأهل الدنيا ، كان الثوري ينشد :
لا لأني أنساك أكثر
ذكرا
ك ولكن بذاك يجري لساني
إذا سمع المحب ذكر اسم حبيبه من غيره زاد طربه ، وتضاعف قلقه ، قال النبي - صلى
الله
عليه وسلم - لابن مسعود : اقرأ علي القرآن ، قال : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أحب أن أسمعه من غيري ، فقرأ عليه ، ففاضت عيناه . [ ص: 519 ] سمع الشبلي قائلا يقول : يا ألله يا جواد ، فاضطرب :
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى فهيج أشواق الفؤاد وما يدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما أطار بليلى طائرا كان في صدري
النبض ينزعج عند ذكر المحبوب :
إذا ذكر المحبوب عند حبيبه ترنح نشوان وحن طروب
ذكر المحبين على خلاف ذكر الغافلين : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر
الله
وجلت قلوبهم [ الأنفال : 2 ] .
وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر
أحد السبعة الذين يظلهم
الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله : رجل ذكر
الله
خاليا ففاضت عيناه . قال أبو الجلد : أوحى
الله
عز وجل إلى موسى عليه السلام : إذا ذكرتني ، فاذكرني ، وأنت تنتفض أعضاؤك ، وكن عند ذكري خاشعا مطمئنا ، وإذا ذكرتني ، فاجعل لسانك من وراء قلبك . وصف علي يوما الصحابة ، فقال : كانوا إذا ذكروا
الله
مادوا كما يميد الشجر في اليوم الشديد الريح ، وجرت دموعهم على ثيابهم . قال زهير البابي : إن لله عبادا ذكروه ، فخرجت نفوسهم إعظاما واشتياقا ، وقوم ذكروه ، فوجلت قلوبهم فرقا وهيبة ، فلو حرقوا بالنار ، لم يجدوا مس النار ، وآخرون ذكروه في الشتاء وبرده فارفضوا عرقا من خوفه ، وقوم ذكروه ، فحالت ألوانهم غبرا ، وقوم ذكروه فجفت أعينهم سهرا . [ ص: 520 ] صلى أبو يزيد الظهر ، فلما أراد أن يكبر ، لم يقدر إجلالا لاسم
الله
، وارتعدت فرائصه حتى سمعت قعقعة عظامه . كان أبو حفص النيسابوري إذا ذكر
الله
تغيرت عليه حاله حتى يرى جميع ذلك من عنده ، وكان يقول : ما أظن محقا يذكر
الله
عن غير غفلة ، ثم يبقى حيا إلا الأنبياء ، فإنهم أيدوا بقوة النبوة وخواص الأولياء بقوة ولايتهم .
إذا سمعت باسم الحبيب تقعقعت مفاصلها من هول ما تتذكر
وقف أبو زيد ليلة إلى الصباح يجتهد أن يقول : لا إله إلا
الله
، فما قدر إجلالا وهيبة ، فلما كان عند الصباح نزل ، فبال الدم .
وما ذكرتكم إلا نسيتكم نسيان إجلال لا نسيان إهمال
إذا تذكرت من أنتم وكيف أنا أجللت مثلكم يخطر على بالي
الذكر لذة قلوب العارفين . قال
الله
عز وجل : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر
الله
ألا بذكر
الله
تطمئن القلوب [ الرعد : 28 ] . قال مالك بن دينار : ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر
الله
عز وجل . وفي بعض الكتب السالفة : يقول
الله
عز وجل : معشر الصديقين بي فافرحوا ، وبذكري فتنعموا . وفي أثر آخر سبق ذكره : وينيبون إلى الذكر كما تنيب النسور إلى وكورها . وعن ابن عمر قال : أخبرني أهل الكتاب أن هذه الأمة تحب الذكر كما تحب الحمامة وكرها ، ولهم أسرع إلى ذكر
الله
من الإبل إلى وردها يوم ظمئها . قلوب المحبين لا تطمئن إلا بذكره ، وأرواح المشتاقين لا تسكن إلا برؤيته ، [ ص: 521 ] قال ذو النون : ما طابت الدنيا إلا بذكره ، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ، ولا طابت الجنة إلا برؤيته .
أبدا نفوس الطالبيـ ــن إلى طلولكم تحن
وكذا القلوب بذكركم بعد المخافة تطمئن
جنت بحبكم ومن يهوى الحبيب ولا يجن
بحياتكم يا سادتي جودوا بوصلكم ومنوا
قد سبق حديث : اذكروا
الله
حتى يقولوا : مجنون ولبعضهم :
لقد أكثرت من
ذكرا
ك حتى قيل وسواس
كان أبو مسلم الخولاني كثير الذكر ، فرآه بعض الناس فأنكر حاله ، فقال لأصحابه : أمجنون صاحبكم ؟ فسمعه أبو مسلم ، فقال لا يا أخي ، ولكن هذا دواء الجنون .
وحرمة الود ما لي عنكم عوض وليس لي في سواكم سادتي غرض
وقد شرطت على قوم صحبتهم بأن قلبي لكم من دونهم فرضوا
ومن حديثي بكم قالوا : به مرض فقلت : لا زال عني ذلك المرض
المحبون يستوحشون من كل شاغل يشغل عن الذكر ، فلا شيء أحب إليهم من الخلوة بحبيبهم . قال عيسى عليه السلام : يا معشر الحواريين كلموا
الله
كثيرا ، وكلموا الناس قليلا ، قالوا : كيف نكلم
الله
كثيرا ؟ قال : اخلوا بمناجاته ، اخلوا بدعائه . وكان بعض السلف يصلي كل يوم ألف ركعة حتى أقعد من رجليه ، فكان [ ص: 522 ] يصلي جالسا ألف ركعة ، فإذا صلى العصر احتبى واستقبل القبلة ، ويقول : عجبت للخليقة كيف أنست بسواك ، بل عجبت للخليقة كيف استنارت قلوبها بذكر سواك . وكان بعضهم يصوم الدهر ، فإذا كان وقت الفطور ، قال : أحس نفسي تخرج لاشتغالي عن الذكر بالأكل . قيل لمحمد بن النضر : أما تستوحش وحدك ؟ قال : كيف أستوحش وهو يقول : أنا جليس من ذكرني .
كتمت اسم الحبيب من العباد ورددت الصبابة في فؤادي
فواشوقا إلى بلد خلي لعلي باسم من أهوى أنادي
فإذا قوي حال المحب ومعرفته ، لم يشغله عن الذكر بالقلب واللسان شاغل ، فهو بين الخلق بجسمه ، وقلبه معلق بالمحل الأعلى ، كما قال علي رضي
الله
عنه في وصفهم : صحبوا الدنيا بأجساد أوراحها معلقة بالمحل الأعلى ، وفي هذا المعنى قيل :
جسمي معي غير أن الروح عندكم فالجسم في غربة والروح في وطن
وقال غيره :
ولقد جعلتك في الفؤاد محدثي وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانس وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
وهذه كانت حال الرسل والصديقين ، قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا
الله
كثيرا [ الأنفال : 45 ] . [ ص: 523 ] وفي " الترمذي " مرفوعا : يقول
الله
عز وجل : إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه . وقال تعالى : فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا
الله
قياما وقعودا وعلى جنوبكم [ النساء : 103 ] يعني الصلاة في حال الخوف ، ولهذا قال : فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة [ النساء : 103 ] ، وقال تعالى في ذكر صلاة الجمعة : فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل
الله
واذكروا
الله
كثيرا لعلكم تفلحون [ الجمعة : 10 ] ، فأمر بالجمع بين الابتغاء من فضله ، وكثرة ذكره . ولهذا ورد فضل الذكر في الأسواق ومواطن الغفلة كما في " المسند " و " الترمذي " ، و " سنن ابن ماجه " عن عمر مرفوعا : من دخل سوقا يصاح فيها ويباع ، فقال : لا إله إلا وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب
الله
له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة . وفي حديث آخر : ذاكر
الله
في الغافلين كمثل المقاتل عن الفارين ، وذاكر
الله
في الغافلين كمثل شجرة خضراء في وسط شجر يابس . [ ص: 524 ] قال أبو عبيدة بن عبد
الله
بن مسعود : ما دام قلب الرجل يذكر
الله
، فهو في صلاة ، وإن كان في السوق وإن حرك به شفتيه فهو أفضل . وكان بعض السلف يقصد السوق ليذكر
الله
فيها بين أهل الغفلة . والتقى رجلان منهم في السوق ، فقال أحدهما لصاحبه : تعال حتى نذكر
الله
في غفلة الناس ، فخلوا في موضع ، فذكرا
الله
، ثم تفرقا ، ثم مات أحدهما ، فلقيه الآخر في منامه ، فقال له : أشعرت أن
الله
غفر لنا عشية التقينا في السوق ؟
[/read]
الموضوع الأصلي:
احب عباد الله الى الله اكثرهم ذكرا
||
الكاتب:
سمر
||
المصدر:
عرب موتورز
www.arabmotors.mosw3a.com
كلمات البحث
موتورز، سيارات امريكية، سيارات اسيوية
المصدر:
عرب موتورز arabmotors موقع السيارات العربي الاول
hpf ufh] hggi hgn h;evil `;vh h;evil
وصلات دعم الموقع
وصلات دعم الموقع
سمر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سمر
البحث عن كل مشاركات سمر