الحكومة الأمريكية تمتلك منذ الصيف 60% من جنرال موتورز و 8% من كرايسلر، فهل الضغوط التي تمارسها السلطات الأمريكية على
تويوتا هي
محاولة لإبعاد الشركات الأجنبية لصالح
الشركات المحلية؟
عن اليوم:
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13392&P=15
مشاكل
تويوتا في الولايات المتحدة تثير خشية من عودة النزعة الحمائية
ا ف ب - واشنطن
تكشف قوة الضغوط التي تمارسها السلطات الاميركية على مجموعة
تويوتا اليابانية لصناعة السيارات لتأخذ المشاكل التي ندد بها سائقو سياراتها على محمل الجد، ميولا نحو مبدأ الحمائية تتجاوز القلق على السلامة، بحسب محللين. ورأى هؤلاء ان ادارة الرئيس باراك اوباما ابدت في السابق ميولا مماثلة عندما استبعدت
الشركات الاجنبية من مشاريع واردة في خطتها للنهوض الاقتصادي، وعندما فرضت رسوما جمركية مرتفعة على منتجات صينية بعد تنديدها بالمساعدات غير القانونية او مبيعات خاسرة.
وتستند الاتهامات التي تحدثت عن ان الادارة الامريكية تنتقد
تويوتا لمصلحة مصنعي السيارات الاميركيين، الى ان الحكومة تملك منذ الصيف نسبة 60% من جنرال موتورز و8% من كرايسلر.
واعلن الاقتصادي دانيال ايكنسون من مركز الابحاث الليبرالي "كاتو انستيتيوت" لوكالة فرانس برس "يبدو ان الاهتمام الذي توليه الادارة لاسترداد
تويوتا سياراتها، استثنائي".
وقد يكون ذلك ناجما "عن كون الانباء السيئة لتويوتا تفيد جنرال موتورز المؤممة، وفي هذا المعنى، فان ذلك مرتبط بشعور بالحماية"، كما اضاف ايكنسون الذي يجد "انه لا يمكن للمرء ان يكون حكما موضوعيا عندما يشارك في السباق". ويمكن للضغوط الاميركية ايضا ان تكون ناتجة عن كون "المسؤولين يفضلون، ولو اثار ذلك الاشمئزاز، ان يظهروا انفسهم انهم في صدد مواجهة مشكلة يمكن التحكم بها وادارتها بدلا من مواجهة
مشاكل حقيقية انتخبوا لحلها" مثل انحرافات الموازنات، بحسب ايكنسون.
واجرى وزير النقل راي لحود محادثات مع رئيس مجلس ادارة
تويوتا اكيو تويودا الاسبوع الماضي، واشار مرارا الى ان الاجهزة التابعة له تدخلت مباشرة لدى تويوتا، بما في ذلك خلال زيارة الى اليابان العام الماضي، لتشجيع تنظيم استرداد كثيف لسيارات بسبب عيوب في عمل دواسة السرعة.
واثار لحود ايضا بداية ذعر بين مساهمي
تويوتا الاسبوع الماضي عندما اوصى سائقي السيارات "بالتوقف عن قيادة" سيارات من هذه الماركة، قبل ان يتم تصليحها واوصاهم بالتوجه بكل بساطة الى مرآب التصليح.
من جهتهم، طلب عدد من النواب ان يحضر اكيو تويودا شخصيا جلسة استماع يتوقعون عقدها في نهاية الشهر، وكانت تقتصر حتى الآن على ادارة المجموعة في اميركا الشمالية.
ويخشى البعض ان تؤدي كل هذه الضغوط والانتقادات الى برودة حماسة المجموعة في الولايات المتحدة، حيث استثمرت
تويوتا اكثر من 17 مليار دولار وحيث تستخدم نحو 35 الف شخص (دون احتساب 115 الف شخص يعملون لدى حملة الامتيازات).
ووجه حكام الولايات الاميركية الاربع حيث تتركز
تويوتا (انديانا وكنتاكي وميسيسيبي وألاباما) رسالة الاربعاء الى النواب لتذكيرهم بان المجموعة اليابانية "تتمتع بتاريخ طويل من الترويج للسلامة والعمل" في البلاد، وللتعبير عن قلقهم من "تصريحات مثيرة للاضطراب ومن اجراءات مستعجلة" اتخذها مسؤولون حكوميون. وبحسب موقع "ادموندز.كوم" المتخصص، فان
تويوتا تأتي في المرتبة السابعة عشرة بين شركات تصنيع السيارات التي اثارت الكثير من الشكاوى لدى الزبائن بين 2001 والاسبوع الماضي، وراء جنرال موتورز وكرايسلر وفورد اضافة الى هوندا ونيسان وهيونداي.
وقال مدير عام هذا الموقع الالكتروني جيريمي انويل "ينبغي ان لا يتجاهل احد المشاكل التي اثارتها عمليات استرداد سيارات تويوتا، لكن ينبغي ايضا الابقاء على الامل".