وسأل أحد الزوار رفيقه "ما الذي يجري هناك؟.. هل يتم فعلا طباعة سيارة؟"
ففي الجزء المخصص لشركة "لوكال موتورز شاندلر" الأمريكية من المعرض يمكن للزوار متابعة العملية التي كان عمال الشركة ينفذونها وراء جدران المعرض من خلال نافذة بلاستيكية شفافة. ففي داخل الجناح كان يوجد جهاز كبير مع أحزمة ومحيط معدني وفتحة رأسية تدور حول نموذج معد مسبقا.
ومع الدوران تتحرك الفتحة ويتدفق تيار من اللدائن الساخنة المقواة بألياف الكربون. وبالتدريج يتشكل جسم وهيكل سيارة مع كل خطوة. وبانتهاء العملية يكون "المصنع متناهي الصغر" قد أكمل صناعة هيكل سيارة كهربائية اسمها "ستراتي" من خلال تكنولوجيا الطباعة المجسمة.
تستغرق عملية "طباعة" هيكل السيارة بالكامل 44 ساعة وتسعى شركة "لوكال موتورز" إلى تقليلها إلى 24 ساعة. وبعد الانتهاء من طباعة هيكل وجسم السيارة بالكامل تبدأ عملية إضافة المكونات الميكانيكية والكهربائية الأخرى مثل المحرك وصندوق التروس ونظام التعليق والبطارية.
وتشبه هذه العملية أغلب عمليات الطباعة ثلاثية الأبعاد، لكن الشركة تؤكد أن تقنيتها أقل تكلفة لأنها تستخدم اللدائن على هيئة كريات وليس خيوط.
وتقول الشركة المنتجة إن "المصنع متناهي الصغر" صديق للبيئة لأن المهدر من الخامات أقل كما أنه يتيح تصنيع السيارة في المكان المطلوبه فيه وبالتالي لا يتم توفير عمليات الشحن.
وتم وضع السيارة تامة الصنع وهي ذات مقعدين في طابق أدنى من المعرض لتتيح الشركة فرصة مشاهدتها عن قرب.
ولم يكن الملمس النهائي للسيارة ناعما بنفس درجة السيارات الآخرى بسبب طبقات اللدائن المستخدمة في إنتاجها. لكنها كانت مزودة بمصابيح أمامية وبالزجاج الأمامي والخلفي ولكنها كانت بدون أبواب حيث يحتاج السائق إلى القفز داخلها على طريقة الرجل الوطواط (باتمان).
وفي حين أن هناك شركات أخرى تقدم تكنولوجيا طباعة أجزاء من جسم السيارة ثم تقوم بتجميعها فإن لوكال موتورز تقول إنها أول شركة تتمكن من طباعة كامل جسم وهيكل السيارة معا.
ومازالت الشركة تحاول الحصول على الموافقات الرسمية من الجهات المختصة لكي يتم السماح باستخدام السيارة في الشوارع حيث تستهدف الانتهاء من هذه الإجراءات بنهاية العام الحالي على أن تبدأ في تلقي طلبات الشراء بعد ذلك.