[frame="3 98"]عباد الله يجب على المسلمين أن يكونوا دائماً و خصوصاً في وقت الفتن متعلقين بربهم ، و أن يعرفوا أن الله يميّز الأمور ، يميّز الناس ، و أنه سبحانه و تعالى يُجري من الأقدار ما يجعلهم ينقسمون في النهاية إلى قسمين كما قال عليه الصلاة و السلام [لمّا ذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل يا رسول الله وما فتنة الأحلاس قال هي هرب وحرب (يعني يفر بعضهم من بعض لِما بينهم من العداوة و المحاربة و كذلك نهب يأتي يأخذ مال الآخر و يتركه بلا شيء) قال ثم فتنة السرّاء (المراد بالسرّاء النعماء التي تسرّ الناس من الصحة و الرخاء و العافية من البلاء و الوباء و أُضيفت إلى السرّّاء لأنها السبب في وقوعها فقال فتنة السرّاء ، تحدث الفتنة بسبب السرّاء ، ما هي الفتنة السبب في وقوعها السرّاء ؟ إرتكاب المعاصي بسبب كثرة النعم ، بسبب كثرة التنعم فهذه هي السرّاء) ثم قال صلى الله عليه و سلم ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع (أي أنه هذا الرجل ليس بأهل في مظهره أن يجتمع عليه الناس و إنما هو مثل الضلع على الورك فهو غير خليق أن يكون للناس رأسا و مع ذلك يجتمعون عليه) قال ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحداً من الأمة إلا لطمته لطمة (و هذه فتنة عظيمة و صامّة عمياء ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم الدهيماء ، تدهم فهي داهية لا تدع أحداً إلا لطمته لطمة فأُصيب بمحنة أو ببليّة بسبب فتنة الدهيماء) قال عليه الصلاة و السلام فإذا قيل إنقضت (أي إنتهت المشاكل) تمادت يُصب لرجل فيها مؤمناً ويُمسي كافراً حتى يصير الناس إلى فسطاطين (تسلسُل زمني و خبر غيبي من النبي عليه الصلاة و السلام ، فتنة لا تترك أحداً إلا مسّته كلما قال الناس إنتهت تمادت ، ماذا يحدث من جرائها ؟ تبديل سريع في المواقف ، تبديل سريع في العقائد ، تغيّر فظجداً ، إنقلابات سريعة جداً في عقائد الناس ، يُصبح الرجل فيها مؤمناً و يُمسي كافراً ، في الصباح مؤمن ، في المساء كافر و العكس ، حتى في النهاية يحدث التمايُز ، و هذا ما يريده الله ، ليميز الله الخبيث من الطيب لابد من تمايز) فقال حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذالكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده] (إذا حصل التمايز و إنقسموا إلى المعسكرين فانتظروا الدجال.
عباد الله إن هذه الأحاديث و هذه النصوص الشرعية يجب أن يكون لها في القلب موقع ، يجب الاعتقاد بها ، لماذا أُخبرنا بها ؟ لنستعدّ ، لنأخُذ الأُهبة ، نستعدّ يا عباد الله بالعمل و الإيمان.
نسأل الله سبحانه و تعالى أن يثبّتنا و إياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ، نسأل الله عز و جل أن يجعلنا و إياكم على الإيمان و الدين ثابتين ، اللهم أحينا مسلمين و توفنا مؤمنين و ألحقنا بالصالحين غير خزايا و لا مفتونين ، اللهم نسألك النصر للإسلام و أهله يا رب العالمين ، اللهم أنصر المسلمين ، أنصر المجاهدين في سبيلك إنك على كل شيء قدير ، اللهم أذل اليهود و الصليبيين ، و أقمعهم و أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، اللهم أجعل فتح المسلمين قريبا و نصرهم عزيزا ، اللهم أخرج اليهود من بيت المقدس أذلة صاغرين ، أخرجهم من بيت المقدس أذلة صاغرين و أكتب لنا النصر العاجل عليهم يا رب العالمين ، سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.[/frame]