على الرغم من اشتراك كافة السيارات فى هذا العالم فى تلك التركيبة الرئيسية التى تتكون من أربعة عجلات وقاعدة بناء ، إلا أن ملايين التفاصيل التى تحتويها كل سيارة بين أبوابها تجعل صناعة السيارات واحدة من أكثر الصناعات الحيوية التى تؤثر على عالمنا إثارة ومتعة فى المتابعة .
فمن بين السيارات عامة ستجد تلك الفئة الخاصة من السيارات الأمريكية المعروفة بسيارات العضلات ، والتى ستجد فيما بينها كذلك عدة فرق منفصلة وتفاصيل مختلفة ومصطلحات فرعية جديدة لم يعرف الكثيرين أصلها وما قصتها وماذا تعنى .
احد أشهر هذه المصطلحات هو " هيمى " ، وهو الاسم الذى تحمله العديد من المحركات وعشرات الطرازات التى تتبع جميعها لمجموعة كرايسلر الأمريكية بعلاماتها الشهيرة جيب ، كرايسلر ، دودج ، ورام .
وفى هذا المقال ، سوف نعرفكم على أصل كلمة هيمى وماذا تعنى ، وماذا يميز تلك المحركات الهيمى عن باقى المحركات فى عالم السيارات .
هيمى ، ماذا تعنى ؟تعود الأصل فى كلمة هيمى إلى المصطلح الانجليزي " hemispherical " والذى يعنى نصف كروى ، وقد ارتبط هذا المصطلح بنوعية جديدة من المحركات أدخلت إلى عالم السيارات فى بداية القرن الماضى عن طريق سيارات السباق ، ومن ثم بدأت فى الظهور فى السيارات التجارية على يد كرايسلر فى بداية الخمسينيات .
وهذه النوعية الجديدة من المحركات كانت تتميز بتصميم جديد لرأس غرف الاحتراق الخاصة بها ، والتى اعتادت ان تكون مسطحة ، ومن ثم أصبحت نصف دائرية ، وبفضل هذا التعديل تبدل الكثير فى اداء هذه المحركات بما أدى إلى تسميتها بشكل عام نسبة إلى هذا التعديل البسيط ، ليشار إليها بالمحركات نصف كروية الرؤوس " hemispherical combustion chamber " ، والتى اختصرت فيما بعد لهيمى .
كيف أثر هذا التصميم الجديد فى المحركات ؟على الرغم من صعوبة توضيح الكثير من التعقيدات الميكانيكية بالكلمات ، إلا أننا لن نحتاج إلا قشور من معرفتك بكيفية عمل محركات السيارات لنوضح لك ببساطة لماذا أثرت محركات الهيمى فى عالم الأداء حينما بدأت فى الانتشار بين السيارات التجارية لأول مرة .
فبفضل تلك الوضعية النصف كروية لرؤوس غرف الاحتراق ، تمكن مصممى المحركات من تصميم صمامات ضخ الوقود وطرد العادم بحجم اكبر ، مع تعديل مسارات الضخ والطرد تلك لجعلها أكثر استقامة ، بما يضمن فاعلية اكبر فى العمل وهو ما يؤدى فى المجمل إلى زيادة قوى وفعالية تلك المحركات.
وما الذى وصل بها لهذه الشهرة ؟تعود هذه الشهرة التجارية لمحركات الهيمى إلى شركة كرايسلر ، فعلى الرغم من أنها لم تكن أول شركة فى العالم تدفع بتلك المحركات إلى عالم السيارات التجارية ، إلا أنها كانت الأكثر حرصاً على الترويج لها بعد أن قدمتها للمرة الأولى عام 1951 فى محرك V8 بقوة 180 حصان والذى كان وقتها بسعة 5.4 لتر واستخدمته الشركة فى عدة سيارات .
وعلى الرغم من أن 180 حصان قد تبدو لك الآن رقم ليس بالكبير ، إلا أنها فى الخمسينيات كانت كافية لخلق جيل من سيارات العضلات ، وكذلك كافية لصنع أسطورة من محركات الهيمى جعلت كرايسلر تسارع لتسجيل كلمة هيمى تجارياً لصالحها ، لتستخدمها فى الترويج لطرازاتها المستقبلية التى ستحمل بالتأكيد محركات تعمل بنفس الفكر .
واستمرت كرايسلر فى تطوير محركات الهيمى عاماً تلو الأخر حتى وصلت إلى المحرك الشهير ( 426 ) والذى يعرفه العالم بالفوز فى المراكز الثلاثة الأولى من سباق دايتونا 500 للناسكار عام 1964 ، ليخرج منه النسخة التجارية الشهيرة عام 1965 بقوة 425 حصان والتى حملتها طرازات تلك الفترة الأسطورية كدودج تشارجر وتشالنجر وكورنيت ، وبلايموث باراكودا .
إلى أين وصلت محركات الهيمى ؟مع تطور تصميمات المحركات وهندسة بناءها لم تعد محركات الهيمى تمثل تلك الطفرة ، فلقد سبقتها صناعة السيارات بكثير وأضافت إليها العديد من التعديلات والابتكارات التى جعلتها لا تتشارك مع تلك التصميمات القديمة إلا فى ذلك الاسم التجاري الرنان " هيمى " والذى لا تزال مجموعة كرايسلر بعلاماتها تستخدمه حتى اليوم فى طرازاتها .
فالعديد من طرازات دودج كدورانجو وتشارجر وتشالنجر ، إضافة إلى شاحنة رام ، وسيارة كرايسلر 300 وجيب جراند شيروكى لازالوا حتى اليوم يتوفر لمستخدميهم خيار الهيمى والذى يسعد اى عاشق للسيارات مجرد رؤيته