لصورة الفوتوغرافية تسجل لحظة من عمر الزمان ولكنها تظل وثيقة تذكارية تخلد هذه اللحظة والصورة تكون أكثر تعبيرا ودلالة من الفيلم التسجيلى الناطق بالصوت والمفعم بالحركة لأن الصورة لها وقع أكبر على النفس وتأثير أقوى ..وفى مجال تخصصنا (السيارات) استخرجنا من أرشيف الذكريات ثلاثة مشاهد للثلاثة رؤساء الذين حكموا مصر منذ قيام ثورة 23 يوليو إلى يومنا هذا وتسجل هذه المشاهد لحظة الهجوم على سياراتهم من أحد الأفراد وفى إحداها التقطت صورة موثقة حتى لحظتنا الراهنة هذه!...وصحيح أنه من المفروض أن يكون عدد الرؤساء أربعة إذا أحصينا الرئيس محمد نجيب معهم ولكن الواقع والتاريخ يذكر أن اللواء محمد نجيب لم يكن له إلا دورا شرفيا لفترة مؤقتة عقب نجاح الثورة وتلك لها قصة أخرى.
جمال عبدالناصر
أخذت الصورة لموكب الرئيس جمال عبد الناصر فى مدينة حماة السورية أثناء زيارته لها فترة الوحدة مابين مصر وسورية 1958-1961 ويظهر فى الصورة أحد الشباب من الجماهير المتحمسة الذى كان يرتدى ملابسا رياضية (شورت وفانلة ) و من فرط حماسه وحبه للرئيس جمال عبدالناصر استطاع أن ينفذ من الاستحكامات الأمنية ويقفزعلى واجهة السيارة محاولا مصافحة الزعيم الراحل ومن يدقق فى الصورة يكتشف أن جمال عبدالناصر استقبل هذا الشاب مبتسما وربما ضاحكا وحقيقة فإن المشهد بقدر مايدعو إلى التأثر بمقدار الحب الذى كانت تحمله الجماهير لرئيسها بقدر مايدعو إلى الضحك ولكن من باب الابتهاج وليس السخرية فكيف استطاع هذا الشاب السورى أن يتجاوزكل الموانع ويففز على مقدمة السيارة ليصافح الزعيم .
أنور السادات
كان الرئيس السادات يسير فى موكب رئاسى فى القاهرة عام 1976و فوجئ الجميع بشاب يرمى بنفسه أمام سيارة الرئيس بعد أن استطاع اختراق الكردون الأمنى على جانبى الطريق ...وعندما رأى السادات هذا المنظر وتوقف الموكب ليمسكوا بهذا الشاب المتهوروبعد أن تمكنوا منه وشلوا حركته أخذ هذا الشاب يصيح بالسادات طالبا الحديث معه وعندما نظر إليه الرئيس مليا اكتشف أنه أحد الممثلين الذين اشتركوا فى تمثيل فيلم الإخوة الأعداء المأخوذ عن رواية تحمل نفس الإسم للأديب الروسى العالمى ديستويفسكى و كان لم يمض على مشاهدته له إلا وقت قصير وكان الممثل يقوم فى الفيلم بدور أحد المصابين بداء الصرع والمختلين عقليا وعندما تذكر السادات ذلك طلب من مرافقيه أن يودعوا هذا الشاب مستشفى الأمراض العقلية ليتلقى العلاج ...ولم يكن الشاب إلا الممثل محيي اسماعيل الذى رفع صوته كى يسمعه الرئيس موضحا له بأنه ليس مجنونا ولكن دوره فى الفيلم هو الذى تطلب منه ذلك وأنه أدى الدور بإتقان ...وعندها قال السادات له : طيب انت عايز إيه ياولد ...فرد محيي اسماعيل :أنا ياريس ماعنديش شقة أقيم فيها وأريد أن تأمر ليعطونى الشقة حتى أسكن فيها ...فابتسم الرئيس وقال له :طيب!... وبالفعل حصل الممثل محيي اسماعيل على شقة رائعة فى حى المهندسين مازال يقيم بها حتى الآن !
حسنى مبارك
اعتاد مبارك على خلاف الرئيسين عبد الناصر والسادات أن يركب سيارة مصفحة غير مكشوفة إمعانا فى الاحتياطات الأمنية و كان الرئيس المخلوع فى زيارة لمدينة بورسعيد صيف عام 1999 عندما اخترق أحد المواطنين البورسعيديين الحزام الأمنى واقترب من سيارته وهو يشهر شيئا فى يده وفورا أطلق الحرس الشخصى لمبارك الرصاص على الرجل ليردوه قتيلا فى الحال ...وحتى الآن لم تعرف القصة الحقيقية وراء هذا الرجل فتبريرا لقتله ذكرت الروايات الرسمية أنه كان يحمل سكينا واقترب من نافذة السيارة محاولا طعن مبارك ولذلك بادره الحرس بإطلاق النار عليه وفى رواية أخرى غير رسمية ذكر أن الرجل قد تضرر من إغلاق المنطقة الحرة والتضييق على التجار الصغار فى لقمة عيشهم فكتب شكواه وحملها وأراد أن يسلمها للرئيس شخصيا لأنه لم يكن يثق فى أى مسئول ممن حوله !! ..المشهد مأساوى وكذلك النهاية مأساوية وكأنها كانت تشير إلى نهاية عهد بأكمله .