معاكسة الشباب للفتيات أمر وارد فى كل دول العالم بل هو لازمة فى كل مجتمع فالفتى يريد أن يداعب الفتاة التى يعجب بها بشكل ما وبطريقة ما ولكن ما هو هذا الشكل وماهى هذه الطريقة ؟ تختلف المسالة هنا بحسب البيئة والبلد والمستوى الثقافى ويحق لنا القول كل الطرق تؤدى إلى المعاكسة تماما كما أن كل الطرق تؤدى إلى روما !. ومعاكسة الفتيات هى خروج عن الأداب العامة لذلك وجب على المجتمع محاربتها بشتى السبل المتاحة لإنها استهانة بالنظام واعتداء على حرية الفتاة والمرأة وإذا كان البعض منهن يستمرأ هذه المعاكسات فإن الأغلبية الساحقة يرفضنها رفضا شديدا بل إنها فوق ماتسببه من الضيق الشديد فإنها تولد الإحساس بالضعف والاستهانة بالحقوق المكفولة بالمساواة مع الرجال واعتبارها وهى بالفعل كذلك استهتارا بكيان المرأة واستهزاءا بشخصها .
وبعض الشباب يبلغ بهم الاستظراف إلى المضى فى الطريق حتى نهايته وعندما تأخذهم العزة بالاثم فإنهم يحاولون استعراض قوتهم ومهاراتهم الرجولية أمام الفتاة ظنا منهم أنهم بهذه الطريقة سيجذبون نظرها وربما إعجابها ...نعم فالمسالة كلها حماقة فى حماقة ومن أولها لآخرها .
ومن هذه المعاكسات ماوصلت إلى ساحات المحاكم وصدرت فيها أحكاما قاطعة ومنها الحادثة التى نقلتها لنا جريدة الديلى ميل البريطانية والتى كان مسرحها فى مدينة هامبشابير وبطلاها اثنان من الشباب الظريف أو المستظرف هما كرستوفر وانل و توماس كينج (كل منهما 21 عاما) وتتلخص فى أنهما كانا يركبان معا سيارة توماس " الفورد فيستا " عندما لاحت أمام أعينهما سيارة ستروين ساكسو تقودها فتاة عمرها 17 عاما ولأنهما لايحبان أبدا الحال المائل فقد رايا أن الفتاة تقود سيارتها بسرعة زائدة عن الحد ولذلك وكخدمة للمجتمع قررا أن يحاولا معا اقناع الفتاة بصرف النظر عن القيادة المتهورة ولم يكن أمام المسكينان إلا سلوك المخاطر فالفتاة تنطلق بسيارتها غير آبهة باى شىء إذن فكيف سيوصلان لها وجهة نظرهما ؟! وبعد تفكير سريع وصلا إلى الفكرة التى راياها مثالية فقام كريستوفر وانل بالصعود على سطح الفورد فيستا وانطلق توماس كينج بها حتى إذا أصبحت بمحاذاة سيارة الفتاة الستروين ساكسو اقتربت منها أكثر فأكثر ثم قفز وانل ليقف فوق سقف سيارة الفتاة التى لم يكن أمامها إلى التحدى فحاولت الدوران بسيارتها حول الموقف الذى كان مسرحا لهذه الواقعة بسرعة محاولة إسقاط وانل الذى احتل سقف سيارتها عنوة ورغما عن إرادتها متخذا وضع المتزلج على الجليد ولم يكن أمامه غير هذا الوضع الذى يحافظ به على اتزانه أطول وقت ممكن وعلى كل الأحوال فإنه لم يستمر أكثر من دقيقة ونصف الدقيقة قبل أن يضطر إلى الاستلقاء على بطنه متشبثا بالسقف مااستطاع إلى ذلك سبيلا وما أن توقفت الفتاة حتى قفز إلى سيارة صديقه ولكن ضابط الأمن بالسنتر التابع له الموقف كان يرقب الأمر وما أن اقترب حتى توقفت المسرحية الهزلية ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن تم استدعاء الشرطة التى حضرت على عجل كعادتها فى انجلترا وتم اقتياد الثلاثة إلى قسم البوليس لتحرير محضر بالواقعة .
وأمام محكمة ونشستر حضر الشابان بينما لم تحضر البنت لانها لم تبلغ السن القانونية وفى ساحتها وقف محامى وانل "مالكولم جينى " مدافعا عن موكله قائلا " لقد وقف وانل فوق سيارة صديقه محاولا الإشارة للفتاة كى تهدئ من سرعتها ثم راينا جميعا ماذا فعل ؟ ارتكب تصرفا أحمقا ظنه هو طريفا أو فكاهيا وأخيرا وصفه بنفسه بالتصرف المنحوس !" (عندما قفز ليقف فوق سقف سيارة الفتاة ) .
أما محامية توماس كينج "برينايس مولفانى" فقالت دفاعا عن موكلها " إن رخصة توماس نظيفة وهو على وشك الدخول إلى السنة الرابعة الجامعية قسم الجيولوجيا وبالرغم من ذلك فهو دائم الوقوع فى مطبات تجعله يقترف التصرف الغبى الذى ينبغى عليه عدم اقترافه " وكانت النيابة ممثلة فى ميتشيل كلارك قد وجهت للاثنين تهمة القيادة الخطرة التى اسقطت عنهما لاحقا باعترافهما بالقيادة المستهترة وبعد إضافة 6 نقاط لكل منهما فى رخصته ( عندما تبلغ النقاط حدا معينا لايتم تجديد الرخصة و يمنع صاحبها من القيادة ) وتم كذلك تغريمهما كل على حدة 150 جنيها استرلينيا و150 جنيها استرلينيا أخرى كمصاريف قانونية و15 جنيها ضريبة إضافية . وفى كلمة وجهها للشابين قال كيث كاتلر قاضى محكمة وينشستر لوانل وكينج وهما يقفان أمامه فى قفص الاتهام " إن التهمة ستظل معلقة برقبتكما لعام كامل قادم وما كان ينبغى عليكما الوقوف فى هذا القفص لان من يقف فيه هم من يرتكبون جرائم مروعة ومشينة " . أما الفتاة فقد صدر ضدها حكما فى جلسة سابقة بمنعها من القيادة لمدة عام بعد اعترافها بالقيادة الخطرة و بدون رخصة و تأمين .
أما الرقيب أندى تستر من شرطة هامبشاير فلخص المسالة كلها فى عدة جمل بليغة منها " أن قيادة الشباب الصغير للسيارات هى قيادة ضد مصلحة المجتمع وهى مشكلة نعانى منها ببكينجستوك "
" والوقوف على سقف سيارة منطلقة يعتبر خطرا خاصة فى موقف "ليجر" الذى جرت حوله الواقعة "
" كريستوفر وانل كان يقف فوق سيارة تقودها فتاة لاتملك رخصة قيادة وأى خطأ كانت سترتكبه سواء كان فرملة مفاجئة أو انحراف كان سيتسبب له بإصابات بالغة ربما تصل إلى حد الموت "
" أصحاب السيارات الذين ياتون لركوب سياراتهم كانوا سيرون كيف كان الموقف خطيرا وكيف أنه يشكل خطورة على سلامتهم وسلامة سياراتهم "
ويختتم اندى تستر كلامه البليغ جدا قائلا" من حسن الحظ أن لم يصب أحد ولكن إدانة المحكمة جاءت لتوضح إننا سنستمع دائما لمخاوف الناس من التصرفات التى تشكل خطورة على المجتمع وسنرد بقوة وسنقدم من يقترف هذه الاعمال للمحاكمة " .
لعلنا نستفيد فى مصر من الدرس المستخلص من الواقعة فدائما ماتأتى الحرائق من مستصغر الشرر ورأينا كيف انهم أعطوا اهتماما بالغا لواقعة ربما لو حصلت فى مصر لوقف عدد لاباس به من البلهاء ليصفقوا للشابين ولمر الحدث مرور الكرام ولوقف هذان الشابان وسط أصدقائهما يتفاخران بما فعلاه ! ... أما البوليس أو المحاكمة أو الدروس المستفادة كما حدث فى انجلترا ...فقل ياباسط !