عادةً ما تروج شركات السيارات لموديلاتها الجديدة من خلال صور تظهر فيها السيارات فوق الجبال الوعرة أو في الصحراء الجرداء أو في المناطق الجليدية. وتتجول الماركات العالمية بسياراتها في مناطق متفرقة من العالم بهدف التأكد أن الموديلات الجديدة تعمل في ظل أقسى الظروف المناخية.
وفي خضم هذه الاختبارات تنطلق النماذج الاختبارية على مدار يوم كامل على الطرق الزراعية التي يكثر بها الحفر والمطبات والعوائق، كذلك على الطرق السريعة الجديدة. كما تظهر في التكدسات والازدحامات المرورية بالطرق الرئيسية التي تشتمل على ثمان حارات للسير.
وفي بعض الاختبارات الأخرى تنطلق هذه السيارات على الممرات الجبلية بسرعة خاطفة، بالإضافة إلى أنها تشارك في حركة المرور التي يكثر بها عمليات التوقف وبدء السير في المدن المزدحمة، التي يبدو أن الزمن قد توقف بها منذ مئة عام.
وأوضح أولريش هاكينبيرغ، المطور لدى شركة فولكس فاغن، :"يجب اختبار السيارات في المناطق المستهدفة ضمن خطة تسويق السيارة وبيعها في وقت لاحق". وتجدر الإشارة إلى أن هاكينبيرغ قد سافر كثيراً لاختبار سيارات الشركة الألمانية في مناطق متفرقة من العالم وخاصة في مقاطعة تشنغدو الصينية.
وبينما كان الخبير الألماني يوضح أهمية مثل هذه الجولات العالمية بالسيارة ويشرح الغرض منها، فإنه كان لا يلتفت إلى فجوات جسم السيارة، حيث كان يجلس في وضع عميق على المقاعد، وينظر إلى أبعاد الفجوات، لكنه يقوم بتغيير التعشيقات من أجل اختبار ناقل الحركة. ويقتنع هاكينبيرغ بإمكانيات السيارة عندما لا تظهر أية أعطال عند السير على أسوأ الطرق وأكثرها وعورة، وفي هذه الحالة يسمح بدخول النموذج الاختباري مرحلة الإنتاج القياسي.
بيئة العملاء
ونظراً لأن العملاء في دول الخليج أو الصين أو الهند أو أمريكا الجنوبية أصبحوا أكثر أهمية لشركات السيارات العالمية، فقد اعتمدت هذه الشركات على مبدأ إجراء اختبارات السيارات في مناطق متفرقة من العالم منذ فترة طويلة؛ حيث دائماً ما تظهر النماذج الاختبارية بأغطية مموهة في الصحراء الشاسعة في ناميبيا أو المرتفعات الجبلية في ولاية يوتا الأمريكية أو الممرات الوعرة في جبال الهيمالايا، أو في ظل أجواء الحرارة الشديدة في دبي، كذلك المناطق الجليدية في ولاية ألاسكا الأمريكية أو التكدسات والازدحامات المرورية في العاصمة اليابانية طوكيو.
وأوضح بيب آرتشر، مدير قسم الاختبارات بشركة لاندروفر، أنه تم توسيع مجال المناطق التي يتم فيها اختبار النماذج الجديدة، حيث سافرت سيارة Range Rover الجديدة مثلاً إلى 20 بلداً حول العالم وقطعت عدة ملايين من الأميال، من بينها صحراء مآب بولاية يوتا الأمريكية.
وقام المسؤول بالشركة البريطانية بإدراج الهند والصين مؤخراً ضمن البلدان التي سيتم فيها اختبار النماذج الاختبارية الجديدة. ويعلل بيب آرتشر السفر إلى شبه القارة الهندية بأنه من الأفضل أن يتم اختبار السيارات في ظل الظروف المناخية الطبيعية؛ لأن الرياح الموسمية المصحوبة بهطول أمطار قوية تمثل أعباء كبيرة على السيارات.
الوظائف الكاملة
ومنذ اقتحام شركة لاندروفر للأسواق الصينية والسير في جبال الهيمالايا، فإنه يجب التأكد من أن السيارة تتمتع بإمكانياتها الوظيفية الكاملة حتى على المرتفعات الجبلية التي تزيد على 4000 متر، وأضاف :"نظراً لانخفاض الهواء فوق هذه الارتفاعات الشاهقة، فقد تتعرض بعض المحركات للاختناق"، لذلك تقوم الشركة البريطانية باختبار موديلاتها الجديدة فوق الممرات الجبلية الشاهقة قبل التأكد من مواءمتها لمتطلبات الحياة اليومية.
كما يفكر مطورو شركة بي إم دبليو الألمانية في إدراج منطقة أوكسنارد بولاية كاليفورنيا الأمريكية في إطار الجولات الخارجية القادمة لاختبار السيارات الجديدة. وتقع هذه المنطقة على بعد ساعة بالسيارة إلى الشمال من لوس أنجليس وتتمتع بطقس دافئ. ولكن فيرنر لينر، مدير موقع الاختبارات بالشركة الألمانية، يؤكد على أن الاختبارات الشتوية ستبدأ مرة أخرى في ولاية ألاسكا الأمريكية في غضون الشهور القليلة القادمة. وفي ظل درجات الحرارة التي تقل عن 30 درجة تحت الصفر يتم قياس انبعاثات العادم وفحص مدى إدارة المحرك على البارد، وفحص جميع وظائف مكيف الهواء.