من الأمور الراسخة في اليابان هو ذلك الإرتباط الوثيق ما بين الأصالة والحداثة، فبرغم تطور اليابان علمياً وإقتصادياً وحضارياً، إلا أنّ المواطن الياباني ينظر لثقافته وماضيه بكل فخر وإعتزاز، ويستمد من تاريخه ما يساعده علي تحقيق المزيد من التطور في تلك الجزيرة البعيدة التي تفتقر للثروات الطبيعية ولكنها تذخر بالمواهب والعقول النابهة في شتي المجالات.
مع ذكر اليابان، نذكر تويوتا كسيارة حققت للمستهلك المصري المعادلة الصعبة ما بين التكنولوجيا الحديثة المبتكرة وأعلي معدلات السلامة علي الطريق مع توفر كافة خدمات ما بعد البيع بما حقق للشركة نجاحاً كبيراً وجعل من تويوتا "سيارة العمر" وهو المفهوم الذي إرتبط بطرازات تويوتا المختلفة وأصبح عنواناً راسخاً لها. ومع تطور وظهور جيل جديد يواكب متطلبات العصر الحديث من الشكل الإنسيابي وجمال الشكل الخارجي، أصبح الجيل الجديد من سيارات تويوتا "الإختيار الأمثل" للباحثين عن التميز والتفرد وسيارات عصرية، أنيقة، إنسيابية المظهر ومزودة بأعلي معدلات الأمن والكفاءة والتقنيات الحديثة والثبات علي الطريق.
وتظل ثقافة تويوتا وتراثها قصة نجاح يابانية أبهرت العالم ترويها سنوات العمل المضني ومباديء وقيم قامت عليها الشركة جعلت منها اليوم إحدي الكيانات العملاقة عالمياً بمجال صناعة السيارات. العميل أولاً.. فلسفة تويوتا ببساطة
منذ تأسيسها عام 1937، وضعت تويوتا العميل علي قمة أولوياتها، فهو الهدف الرئيسي الذي وُجدت لأجله. وبرغم بساطة هذا الشعار الذي يبدو بديهياً لأية شركة، إلا أن تحويله لأسلوب عمل ونمط حياة يعد من أصعب الأمور التي يمكن للشركات القيام به، وبخاصة تلك التي تعمل في مجال السيارات حيث المنافسة الشرسة والابتكارات التي لا تعرف حدوداً. أثبتت تويوتا خلال أكثر من 77 عاما أنّ "العميل أولا" ليس مجرد شعارا تجاريا يسعي للترويج للشركة، ولكنه فلسفة عمل حقيقة وعقيدة يعتنقها كل العاملين، وهو ما قفز بأرقام مبيعات من 40 ألف سيارة في الستينات، لتتجاوز 3.5 مليون سيارة في العام خلال العقد الأول من الألفية الثالثة.
لا تقتصر فلسفة "العميل أولا" علي تقديم أفضل المنتجات والخدمات لعملاء تويوتا حول العالم، ولكنها تضمن للشركة تحقيق مفهوم "عميل مدي الحياة". فعملاء تويوتا لا يقومون بتغيير سيارات تويوتا سوي بسيارات تويوتا أخري، لأن ذلك يعني اقتناء سيارة فائقة الجودة وذات عمر ممتد مع تمتعهم بخدمات متميزة بما يمنحهم راحة البال لسنوات طويلة. وعليه، ساهم هذا الشعار في انتشار سيارات تويوتا خارج السوق الياباني، وهو سوق معروف بعملائه ممن لا يرضون سوي بالأجود متي تعلق الأمر بالسيارة التي تعد من الإستثمارات طويلة الأجل.
تويوتا العالمية تقود سياراتها نحو المستقبل بكل أمان
تظل الوظيفة الرئيسية لأية سيارة هو الانتقال من مكان لآخر بأمان وسرعة وراحة. ويُعد الأمان هو "مركز الدائرة" لتويوتا التي تبتكر سياراتها وهي تضع هذا العامل بقلب عملياتها الانتاجية وابتكاراتها التكنولوجية. وتسعي تويوتا لتحقيق أصعب معادلة من ابتكار سيارة تتمتع بأعلي معايير الأمان والتكنولوجيا والسرعة والراحة والتصميم الرائع والاستهلاك الاقتصادي للوقود والمسئولية البيئية، مع توافر قطع الغيار والخدمة المتميزة علي مدار عمر السيارة. ولقد تمكنت تويوتا "حل" هذه المعادلة بنجاح، عبر التركيز علي رغبات العملاء، وتوقع ما يريدون بل وتخطي توقعاتهم أيضاً وذلك بتحويل تصورات البشر ورؤيتهم ورغباتهم لابتكار هندسي يترجم فلسفة الشركة وينظر للمستقبل في شكل منتج يبهر المنافسين ويكتسب احترام الجميع.
لا بديل عن الجودة
تعد الجودة والسعي للكمال جزءا أصيلاً من فلسفة تويوتا العالمية، وهاجسا يوميا في كل ما تقوم به، بداية من أدق مكونات المحرك ونظام الفرامل والتعليق وتجهيزات الأمان والراحة، ووصولا لشكل السيارة من الخارج وانبعاثات العادم وخدمة ما بعد البيع وقطع الغيار. إنها منظومة متكاملة تبدأ من تصميمات السيارة علي الورق ولا تنتهي ابداً فالجودة هي قلب وعقل تويوتا الذي تسعي من خلاله لاكتساب ثقة العميل الذي ينتظر كل جديد ومتطور.
الوقود والبيئة.. مسئولية مزدوجة
لاشك أن أزمة الوقود الأخيرة التي شهدتها مصر وكثير من دول العالم كانت من الأمور التي أكدت بُعد نظر تويوتا في معالجة التناقص المستمر بكميات الوقود التقليدي، حيث فكرت تويوتا في السيارات الهجينة وكانت من أولي الشركات العالمية التي تفكر في ابتكار سيارة تستغني سنة بعد أخري عن البترول، لتتحول لاستخدام الطاقة البديلة والمستدامة بما يخدم العميل والبيئة معاً، بتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وحتي علي مستوي السيارات التي تعمل بالبنزين، يركز العميل دائما علي السيارة الاقتصادية التي تستهلك أقل قدر من البنزين/ لكل 100 كم. إنها معادلة أخري تنجح تويوتا في تحقيقها لصالح العميل ولصالح الطبيعة الأم في نفس الوقت، فسيارات تويوتا معروفة علي مستوي العالم باستهلاكها الاقتصادي للوقود مقارنة بالسيارات الأخري بكل فئاتها. لقد أصبحت تويوتا العالمية نموذجا يحتذي للريادة في عالم السيارات، لأنها دخلت الأسواق العالمية وتربعت علي عرشها بشعار "العميل أولا" الذي جعلته جزءا من التراث الياباني العريق الذي لا يعرف سوي الجودة والعمل الدؤوب لتحقيق كل الأهداف مهما بلغت صعوبتها.