تيمنا بسيارة «سمارت» الألمانية الصغيرة أنتجت شركة «تويوتا» اليابانية سيارة جميلة وأنيقة وصغيرة، معدة لتحل الكثير من المشكلات التي تعاني السيارات منها داخل المدن والشوارع المزدحمة والضيقة.
وأولى هذه المشكلات بالنسبة إلى هذه السيارة الجديدة القادمة من اليابان والمسماة «تويوتا آي كيو»
هي وجهة السير الأفضل والأقصر. وهذه واجهتها بنظام «جي بي إس» للملاحة الإلكترونية عبر الأقمار الصناعية، وهذا النظام يتحدث بلغات عديدة، حسبما يطلب السائق، لبلوغ الوجهة التي يقصدها داخل شوارع المدن وطرقاتها، وخاصة تلك المعقدة المسالك والشعاب كأكثر المدن القديمة في العالم.
ثاني هذه المشكلات أن طرقات المدن المكتظة تفترض أن تكون السيارات التي تجوبها صغيرة الحجم وقادرة على الالتفاف و«التكويع» في أضيق دائرة ممكنة، وهذا ما تفعله «آي كيو» بنجاح باهر.
وثالث هذه المشكلات أن السيارات الصغيرة جدا، مثل سيارة «سمارت» التي تنتجها شركة «مرسيدس» الألمانية، لا تستوعب أكثر من راكبين: السائق وراكب يجلس إلى جانبه. أما «آي كيو» التي توازي سيارة «سمارت» بحجمها (طول «آي كيو» 10 أقدام) فإنها تستوعب أربعة ركاب، ثلاثة بطول 6 أقدام أو أكثر، والرابع أصغر حجما قليلا.
وعندما أطلقت «سمارت» قبل عشر سنوات تقريبا كمركبة مخصصة للسير داخل المدن، كانت دائرة دورانها تبلغ 4.2 متر، وكان هذا الرقم قياسيا آنذاك، خاصة بالمقارنة مع «فورد فوكس» التي تبلغ دائرة استدارتها على الطرقات 10.4 متر. أما «آي كيو» فقد حطمت هذا الرقم رغم أنها أطول من «سمارت» بـ 30 سنتيمترا بالتمام والكمال، إذ سجلت دائرة استدارة مقدارها 3.9 متر. حتى سيارات التاكسي السوداء الشهيرة في لندن لم تتمكن من الاقتراب كثيرا من هذا الرقم.
كان هدف «تويوتا» من البداية إنتاج سيارة صغيرة جدا للمدن، وقادرة على أداء يعادل أداء سيارات الـ«سوبر ميني» من حيث النوعية والراحة، وتضاهي السيارات العائلية الصغيرة من نوع «هاتشباك». واستطاعت فعلا التوصل إلى ذلك.
وإلى جانب داخلها الظريف تبدو أكثر مزياها استقطابا للزينائن كيفية توضيب أجهزتها في أماكن ضيقة وبطريقة ذكية، مفسحة المجال لتأمين المزيد من المساحة لراحة الركاب. ومن هذه الابتكارات موقع خزان الوقود المخبأ تحت مقعد السائق، والذي يعلو عن سطح الطريق 12 سنتيمترا. ثم تتميز بمقاعدها النحيفة والمريحة في الوقت ذاته، خاصة المقاعد الخلفية التي لا ترغم الجالسين عليها على ثني ركبهم وبشكل مزعج. وهكذا الحال بالنسبة إلى المقعدين الأماميين اللذين يتيحان للراكب، وبراحة، مد رجليه إلى ما تحت لوحة القيادة، بحيث يسمح للجالس خلفه الحصول على فسحة إضافية مريحة. وكذلك يمكن طي المقعدين الخلفيين لتحويل الفسحة التي يحتلانها إلى مكان إضافي لنقل الأمتعة، وكذلك زودت السيارة بمكيف هواء صغير وفعال.
العديد ممن يقود أو يتنقل بسيارة صغيرة مثل «سمارت» لا يعتبرون تجربتهم مريحة تماما، وبالفعل لا يجوز توقع الكثير من الراحة في سيارات من هذا الحجم، فهي مصممة أصلا للقيادة داخل المدن ولتيسير قضاء الأمور الآنية والمستعجلة.. وليس أكثر من ذلك، أي مصممة لرحلات أقصاها نصف ساعة، لا للسفرات البعيدة التي تدوم ساعات طويلة. كما أن غيار السرعة شبه الأوتوماتيكي غالبا ما يكون خشنا تنقصه السلاسة.
ومن أفضل مميزات هذه المركبة الصغيرة أيضا أنها صديقة للبيئة، فهي تستطيع قطع مسافة 65.7 ميل في الساعة بالغالون الواحد من البنزين، مع الحصول على إعفاءات كثيرة من رسوم ثاني أكسيد الكربون المعمول بها في بعض البلدان، لأنها تنفث 99 غراما فقط من العوادم لكل كيلومتر واحد تقطعه.
والسيارة مجهزة بتسع وسائد هوائية خاصة بالطوارئ، ومكيف هواء، وعجلات من الخلائط المعدنية، ومرايا على أبواب تضبط كهربائيا، إضافة إلى نظام صوتي مؤلف من ستة مكبرات للصوت، مع مشغل «إم بي 3»، وخيار لتدفئة المقاعد الجلدية.
إذن هذه السيارة المثالية للمدن تتوقع إقبالا ملحوظا عليها، خصوصا أن التقديرات الخاصة بعام 2015 تشير إلى أن نحو 70 في المائة من سكان أوروبا سيعيشون في المدن.
إلا أن أحد المآخذ عليها يعود إلى سعرها العالي نسبيا والبالغ 9495 جنيها إسترلينيا في المملكة المتحدة، أي أنها أغلى بنحو 2000 جنيه إسترليني من السعر المتوقع لسيارة بهذا الحجم.
ولكن من منجزاتها أن «آي كيو» استطاعت أخيرا قطع مسافة تبلغ 504.2 ميل من مدينة برايتون البريطانية إلى كارديف ومن ثم إلى ولفرهامبتون، باستهلاك خزان من الوقود يتسع لـ32 لترا من البنزين، أي بمعدل 71.6 ميل في الغالون الواحد من البنزين.