وتزدهر أسواق السيارات الكلاسيكية في الوقت الحالي، حيث أوضحت جانيك أسلاندر، المستشار المالي بمدينة هوكيلهوفين الألمانية، أن حجم مبيعات السيارات الكلاسيكية في أوروبا يبلغ حالياً 20 مليار يورو سنوياً. كما تؤكد الخبيرة الألمانية على أنه يتم بيع سيارة كلاسيكية كل خمس دقائق على مواقع المزادات الشهيرة على الإنترنت مثل موقع ''Ebay''.
ويظهر في ملتقى الأناقة على شاطئ بيبل بيتش، الذي يتم تنظيمه خلال شهر آب/أغسطس من كل عام، مدى الشغف والاهتمام بالسيارات الكلاسيكية، حيث يقدم هواة جمع الأيقونات المتفردة من جميع أنحاء العالم كنوزهم من السيارات القديمة في ملاعب الغولف المطلة على ساحل المحيط الهادئ بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويأملون جميعاً في الحصول على جائزة أفضل سيارة كلاسيكية.
وأوضح ديترش هاتلابا، المحلل ومؤسس مجموعة السيارات التاريخية في لندن، أهمية معرض بيبل بيتش بقوله :''يحظى ملتقى الأناقة بشاطئ بيبل بيتش في عالم السيارات الكلاسيكية بنفس شهرة وأهمية بطولة ويمبلدون في عالم التنس''. ويستقبل هذا المعرض أكثر من 100 ألف زائر لمشاهدة 200 أيقونة من التحف الكلاسيكية النادرة.
ملتقى الشهرة
ومن يصادفه الحظ ويتم دعوته هو وسيارته إلى ملتقى الأناقة في بيبل بيتش سينال شهرة واسعة، ويقول إيبرهارد كيتلر، مدير قطاع السيارات الكلاسيكية بمجموعة فولكس فاغن الألمانية، :''حتى الترشيح لهذا المعرض له تأثير إيجابي على قيمة السيارة، كما أن الحصول على جوائز في مثل هذه المسابقات يضاعف من سعر البيع المقدر للسيارة''.
وفي تلك الأثناء يُشير المسؤول بشركة فولكس فاغن إلى حدوث تغير في اتجاه الموضة، الذي يمكن التعرف عليه من خلال معرض بيبل بيتش للسيارات الكلاسيكية. وصحيح أن الجوائز تذهب عادةً إلى السيارات التي تكون في حالة فائقة اللمعان، مثل السيارة الفائزة في دورة المعرض لهذا العام؛ وهي سيارة مرسيدس 680 S التي تعود إلى عام 1928 والمزودة بجسم Torpedo من شركة Jacques Saoutchik والتي لا يبدو عليها من الوهلة الأولى أي أثر للاستخدام.
المظهر العتيق
غير أن معرض بيبل بيتش شهد أيضاً ظهور اتجاه إلى الحفاظ على المظهر العتيق للأيقونات الكلاسيكية القديمة، التي يظهر عليها بعض الصدأ وأكاسيد النحاس. وأوضح إيبرهارد كيتلر أنه يتم في بعض الأحيان تجهيز هذه السيارات لاحقاً لتعود إلى حالتها الأصلية، لتظهر في تناقض صارخ مع الموديلات المجددة بالكامل.
ويعتبر ملتقى الأناقة في بيبل بيتش أكثر من مجرد معرض لتسليط الأضواء على أجمل السيارات الكلاسيكية، حيث تزدهر تجارة الأيقونات الكلاسيكية على مدار أسبوع في شبه جزيرة مونتيري. وتقوم العديد من الشركات، مثل R&M للمزادات أو غودينغ، ببيع مئات السيارات مساء كل يوم عن طريق المزادات. ووفقاً لتقديرات الخبراء فإن حجم المبيعات خلال هذا الأسبوع يزيد على عدة مئات من ملايين الدولارات.
أسعار فلكية
ويتم بيع السيارات الكلاسيكية خلال هذه المزادات بأسعار فلكية؛ فعلى سبيل المثال حققت سيارة فورد GT40 التي قادها النجم الأمريكي الشهير ستيف ماكوين في فيلم «Le Mans»، 11 مليون دولار أمريكي في المزاد الذي نظمته شركة R&M. كما تعتبر السيارة الرودستر مرسيدس 540K، التي تم إنتاجها عام 1936 للكونتيسة الألمانية غيزيلا فون كريغر، أغلى سيارة مرسيدس في العالم، إذ تم بيعها بحوالي 7ر11 مليون دولار أمريكي.
وتستغل العديد من شركات السيارات فرصة تجمع الأثرياء والموسرين من هواة الأيقونات الكلاسيكية في معرض بيبل بيتش وتقدم موديلاتها الجديدة من سيارات الصالون الفاخرة أو الموديلات السوبر رياضية، وكشفت شركة بنتلي مثلاً النقاب عن الموديل الكابريو من سيارتها Mulsanne لمجموعة مختارة من العملاء، حيث من المقرر أن يتم طرحها في الأسواق خلال عامين.
وبعد أن قدمت شركة بي إم دبليو سيارتها الكوبيه Zagato قبل ثلاثة أشهر، أزاحت الستار عن إصدار رودستر من هذه السيارة التي تعاونت في إنتاجها مع شركة زاغاتو الإيطالية المتخصصة في إنتاج هياكل السيارات.
كما قدمت شركة ماكلارين موديل Spider من سيارتها 12C، علاوة على أنها تتيح لعملاء السيارةX-1 إمكانية التجهيز بما يتناسب مع الرغبات الشخصية، بحيث يمكن أن تختلف السيارة عن الأصل تماماً.
وتهدف شركة رولز وريس إلى جذب انتباه زوار ملتقى الأناقة في بيبل بيتش من خلال طرح إصدار خاص من السيارة الكوبيه Phantom بخطوط تصميمية مستوحاة من الطائرات التاريخية. ويبدو أن ظهور الشركة البريطانية في هذا المعرض كان جديراً بالاهتمام، حيث تم بيع أول 35 نسخة من السيارة«Aviator» المخطط إنتاجها بعد إشراقتها الأولى في معرض بيبل بيتش.