تحتوي العدادات في السيارة على مجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار والمقاييس، بما في ذلك مقياس ضغط الزيت ومقياس درجة حرارة سائل التبريد ومقياس مستوى الوقود ومقياس سرعة الدوران، لكن المقياس الأبرز وربما الأكثر أهمية من حيث عدد المرات التي ننظر فيها أثناء القيادة هو عداد السرعة، تتمثل وظيفة عداد السرعة في الإشارة إلى سرعة السيارة بالأميال في الساعة أو الكيلومتر في الساعة أو كليهما، حتى في السيارات ذات الطراز الحديث، إنه جهاز تناظري يستخدم إبرة للإشارة يقرأها السائق كرقم مطبوع على قرص.
كما هو الحال مع أي تقنية ناشئة، كانت عدادات السرعة الأولى باهظة الثمن ومتوفرة فقط كخيارات، لم يكن حتى عام 1910، بعد ذلك بدأت الشركات المصنعة للسيارات بدأت في تركيب عداد السرعة كمعدات قياسية، كان Otto Schulze Autometer من أوائل موردي عداد السرعة وهي شركة قديمة لشركة Siemens VDO Automotive AG وهي واحدة من المطورين الرائدين لمجموعات الأجهزة الحديثة، تم بناء أول عداد سرعة OSA في عام 1923 ولم يتغير تصميمه الأساسي بشكل كبير لمدة 60 عاماً.
يحتوي عداد السرعة الميكانيكي على كيبل مرن طويل يربطه بعمود محرك السيارة، ممّا يجعل العجلات تدور، بينما تدور نهاية الكيبل المتصل بعمود محرك الأقراص مع العجلات، فإن النهاية متصلة بمقياس السرعة، عندما يدور هذا الجانب، فإنه يحول مغناطيساً في الجزء الخلفي من غلاف عداد السرعة بنفس السرعة التي يتحرك بها عمود القيادة، يدور المغناطيس داخل كوب معدني مجوف (يسمى كأس السرعة) في الجزء الخلفي من عداد السرعة.
لا يلمس المغناطيس الكأس في الواقع، حيث يوجد عازل للهواء بينهما ولكن الكأس متصل بالمؤشر في قرص عداد السرعة، عندما يبدأ الكأس السريع في الدوران، فإنه يدور المغناطيس بنفس السرعة، يخلق المغناطيس مجالاً كهرومغناطيسياً داخل كأس السرعة وينتج تياراً كهربائياً، بما أن التيار يعمل في موصل ومن خلال مجال مغناطيسي؛ فإنه يخلق الحركة، يتم منع الكأس من الحركة كثيراً بسبب النابض الذي يثبته في مكانه، كلما زادت سرعة السيارة، زادت سرعة المغناطيس.
عندما يدور كأس السرعة ببطء، يتحرك المؤشر لأعلى على مقياس السرعة، عندما تتباطأ السيارة فجأة، يبطئ المغناطيس، أيضاً يتوقف الكأس السريع عن الدوران ويعيده النابض مرة أخرى نحو موضع البداية، ممّا يعني أن المؤشر الموجود يتحرك مرة أخرى نحو الصفر.
يعمل عداد السرعة الكهربائي على مبدأ مشابه للمبدأ الميكانيكي ولكنه يتميز بتصميم أبسط، يحتوي عمود القيادة على مغناطيس متصل به مباشرة وبينما تدور العجلات، يمر المغناطيس فوق أجهزة الاستشعار المغناطيسية الثابتة الموجودة في مكان قريب، عندما يمر المغناطيس بواسطة جهاز استشعار، يتم إنشاء تيار كهربائي قصير.
في السيارات الحديثة، تحسب الدائرة عدد النبضات التي تتلقاها في فترة زمنية معينة وتحول هذا الحساب إلى سرعة، تستخدم بعض عدادات السرعة الكهربائية قرصاً ومؤشراً بدلاً من شاشة LCD باستخدام محرك كهربائي.
يجب معايرة جميع مقاييس السرعة للتأكد من أن عزم الدوران الناتج عن المجال المغناطيسي يعكس بدقة سرعة السيارة، يجب أن تأخذ هذه المعايرة في الاعتبار عدة عوامل، بما في ذلك نسب التروس في كيبل محرك الأقراص والقيادة النهائية وقطر الإطارات، كل هذه العوامل تُؤثّر على السرعة الإجمالية للسيارة.
على سبيل المثال نأخذ حجم الإطار، عندما يقوم أحد المحاور بدوران كامل، فإن الإطار الذي يتصل به يدور حول المحور دورة كاملة، لكن إطاراً بقطر أكبر يكون أبعد من إطار بقطر أصغر؛ ذلك لأن المسافة التي يغطيها الإطار في دورة واحدة تساوي محيطه، لذا سيغطي إطار بقطر 20 بوصة حوالي 62.8 بوصة من الأرض في دورة واحدة وسيغطي إطار بقطر 30 بوصة مساحة أكبر حوالي 94.2 بوصة.
يتم ضبط المعايرة وفقاً لهذه التباينات ويتم إجراؤها من قبل الشركة المصنعة، قد يضطر سائق السيارة إلى إعادة معايرة عداد السرعة إذا قام بإجراء تغييرات تجعل سيارته تقع خارج مواصفات المصنع، يمكن إعادة معايرة عداد السرعة من خلال التلاعب بالنابض أو المغناطيس أو كليهما، لا يمكن أن يكون عداد السرعة دقيقاً بنسبة 100 %.
أحد العيوب الكبيرة لمجموعة العدادات هو موقعها، يجب أن ينظر السائق لأسفل لرؤية العدادات، ممّا يعني أن عينيه بعيدتان عن الطريق لمدة ثانية واحدة على الأقل. في تلك الثانية، من الممكن أن تبتعد السيارة عن الطريق حوالي 46 قدماً إذا كانت تتحرك بسرعة 30 ميلاً في الساعة، تعالج Siemens VDO هذه المشكلة من خلال شاشة عرض رأسية يتم عرضها على الزجاج الأمامي بواسطة مرايا، ستكون سرعة السيارة أحد العناصر الرئيسية للشاشة ولكنها يمكن أن تحتوي على أي عنصر موجود في مجموعة العدادات العادية.
08-02-2020, 07:19 PM
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
