قال عزَّ من قائل: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وقال جلّ وعلا في ذمِّ المبذرين (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا)
لا شك عزيزي القارئ \ القارئة أن الإسراف و التبذير من السلوكيات الذميمة التي نهى عنها الشارع المقدس
لربما يلتفت البعض للعنوان فيدور إلى ذهنه الاسراف في كمية الطعام في البوفيهات المفتوحة في المناسبات و العزائم الخاصة
و لكنها ليست محور النقاش هاهنا ... إن الاسراف الذي اقصده هي سلوكيات يمارسها البعض عند تناول الطعام في مثل هذه البوفيهات
ما أعنيه تماماً هو عندما نرى أحدهم يملئ ليس فقط صحن واحد و إنما عدة صحون من جميع الاصناف من ما لذ و طاب و يحملها تباعاً إلى حيث الطاولة اللتي يجلس عليها و عندما ينتهي من اكله نرى أنه بالكاد قضى على صحن واحد فقط أو أكل من كل صحن القليل و بقي الكثير
أين مصير الاكل المتبقي في الصحون ؟
لماذا نكثر الكيل في الصحون و نحن على يقين اننا لن نأكلها كلها؟
أليس "البوفيه المفتوح" يعني أنه كلما فرغ صحننا ذهبنا و سكبنا صحناً آخر؟
يحتج البعض وللأسف بحجج واهية من قبيل أنهم لا يريدون القيام مرة أخرى! كما أسلفنا "بوفيه مفتوح" يعني القيام عدة مرات إن لزم الأمر
** لا أقصد التعميم .. و إنما كما قلت سابقاً ..(( البعض )) بمعنى أنها سلوكيات موجودة عند البعض فقط
محاور النقاش ...
أين يمكن الخلل في كل هذا؟ هل للتربية دور؟ و ماذا لو صدر هذا الفعل من كبار يفترض ان يكونوا قدوة لأبنائهم ؟ هل ترى النصح لمثل هذه الشريحة من المجتمع له جدوى؟ أو لا حياة لمن تنادي؟ إلى متى سنظل نعاني من هذه السلوكيات؟ ألا يجب علينا احترام النعمة و عدم تبذيرها بهذا الشكل؟