قيادة السيارات هي فن في حد ذاته، إذ ليس كل مَن يجلس وراء مقود ويسير بمركبته في الشارع يتقن فعلياً هذا الفن الراقي، الذي يُعد ثمرة تطور البشرية وتحضرها. نقول هذا، لأن طريقة قيادتك وتعاملك مع السيارة تعكس شخصيتك ونمط حياتك، وتدل على تَحضّرك وإحترامك للآخرين.
في هذا الموضوع، نتحدث عن بعض القواعد غير المكتوبة ضمن قوانين السير، التي في حال الإلتزام بها، تجعلك ملك "إتيكيت" قيادة السيارات.
1- لا تتحدّ من لديه سيارة أقوى من سيارتك: لا تحاول إستفزاز مَن يقود سيارة أقوى من سيارتك، وتدفعه إلى خوض سباق أنت الخاسر فيه بلا شك. قد تشعر ربّما برغبة رؤية أداء قائد هذه السيارة وسماع صوت محركها لحظة الإنطلاق، ولكن أعلم جيِّداً، أنّ عليك أن تتحاشَى الدخول في تَحدٍّ معه، وذلك تجنباً لأي عواقب.
2- إلزم مسار خط سيرتك: يُفترض بك أثناء قيادتك السيارة على الطرقات العامة، أن تحترم خط السير الذي اخترته، وتحترم الآخرين الذين يسيرون على الخط ذاته، فلا تُلاحق سائق السيارة التي أمامك أو تقترب منه أو تُشعل الإضاءة، لكي تُرغمه على تغيير خط سيره لتتمكن من العبور. كما أنّ التجاوز عند المنعطفات وفي الأماكن الخطيرة، أو تجاوز طابور السيارات الواقفة ومن ثمّ الإنعطاف فجأة للدخول في إحدى الفتحات، يُعدُّ عملاً متهوراً ولا يليق بشخص متحضّر ومثقف. عليك أن تحترم الطابور وأن تلتزم بمسار الخط. وفي حال كنت تريد أن تغيّر مسار خطك فاستخدم الإشارات التحذيرية لفعل ذلك.
3- حافظ على هدوئك أثناء قيادة السيارة: أحياناً تستفزك طريقة قيادة أحدهم للسيارة، أو يتعمد شخص ما إلى إستفزازك أثناء قيادتك لسبب أو لآخر، فتشعر برغبة في الرد عليه. في حال لبّيت رغبتك تلك، فإنّك ستضع نفسك في موقف مُحرج لاسيّما أنّ العملية تتم على طريق عام ووسط الناس. لذا، من اللائق في مثل هذا الوضع أن تحافظ على هدوء أعصابك، وألا تنجَرّ إلى الوقوع في مَطب الإستفزازات، لكي تتفادى أي إحراج. كُنّ مسؤولاً عن تصرفاتك، والزَم سيارتك ولا تحاول اللحاق بمن وجّه إليك أي إساءة أو كلام مُؤذٍ.
4- لا تسد خط اليسار: أترك خط اليسار مفتوحاً دوماً، ولا تحاول الإستئثار به وحدك. هذا الخط موجود لتسهيل السير في حال حدوث حادث أو حصول إزدحام. إستخدم خط اليسار فقط عندما ترغب في تَخطّي السيارة التي أمامك، ثمّ عُد إلى مسارك الأوّلي.
5- أفسح المجال للسيارات الأخرى لتتخطاك: لا تؤدّ دور قائد السيارة المزعج، الذي يرفض أن يتخطّاه أحد، على الرغم من محاولة السائق الذي خلفك، إعلامك بضرورة مروره. قد يكون المشهد مزعجاً جدّاً، في حال كان يمينك خالياً وتستطيع أن تغيّر خط سيرك، لإفساح المجال أمام السيارات الأخرى بتخطِّيك. اعلَم أنّ الطريق ليس مِلكاً لك وحدك، فهو من حق الجميع. ومن باب اللياقة أن تُراعي هذا الموضوع.
6- لا تطل الوقوف كثيراً في محطة الوقود: إذا كنت من مُتتبّعي سباق السيارات، فأنت تُدرك تماماً أهمية عامل السرعة، في حظائر تبديل الإطارات، أو صيانة السيارات على حلبَات السباق. الأمر ذاته ينطبق على محطات وقود السيارات المنتشرة على الطرق العامة. إذ يجدر بك أن تتزوّد بالوقود وأن تدفع المال بأقصى سرعة ممكنة، حتى لا تُسهم في خلق طابور من السيارات وراءَك. فإذا كنت تريد التحدث على الهاتف، أو ترغب في شراء شيء ما، من مَتجر المحطة، أو كنت تفكر في تغيير زيت سيارتك، افعل ذلك بعد أن تركن سيارتك في مكان جانبي، وليس تركها أمام مضخّات تعبئة الوقود.
7- توقف لتقديم المساعدة لمن تعطلت سيارته: أن تتوقف لعرض مساعدتك على قائد مركبة أصيبت سيارته بعطل ميكانيكي أو ثقب إطارها، هو تصرف يَنمّ عن نبل أخلاق. ففي زمننا الحالي، قلَّت مثل هذه التصرفات، ربّما بسبب وجود الهواتف النقّالة، التي تتيح لصاحب السيارة إجراء إتّصال بمعارفه، أو بشركة نقل السيارات لمساعدته، وهو ما يمنع مستخدمي الطُّرق من التوقف لعرض مساعدتهم.
8- أركن سيارتك بطريقة لائقة: الخطوط البيضاء والأرقام الموجودة في مواقف السيارات، وُضعت لسبب رئيسي، هو أن تتمكن السيارات من الوقوف، بشكل يتيح لجميع الركاب الصعود والنزول منها من دون إنزعاج، أو إضطرارهم إلى حشر أجسادهم في فتحة الباب الصغيرة، أو إحداث خدش في أبواب السيارات الأخرى الراكنة. صحيح أنّه في أغلبية المدن توجد أزمة حقيقية في العثور على موقف للسيارة، إلا أنّ هذا لا يبرر لك مثلاً إستخدامك المواقف المخصصة لذوي الإحتياجات الخاصة لركن سيارتك. فالإنسان المتحضر يعي تماماً أنّ المواقف المخصصة لهذه الفئة، صممت بشكل يسهل على المُقعد المصاب بإعاقة الإنتقال من سيارته إلى الرصيف أو إلى الوجهة التي يريدها كذلك، فإن عدم عثورك على موقف مناسب، لا يخولك إستخدام المواقف الخاصة بالخدمات العامة، مثل مواقف الشرطة أو الإطفاء والطوارئ أو البلدية أو التاكسي أو حافلات النقل، فهذه الأخيرة من حق المشاة الذين يرغبون في إستخدام المواصلات العامة، والذين يحتاجون إلى مكان للنزول أو الصعود من وإلى سيارة الأجرة أو الحافلة. ناهيك عن أن قيامك بركن سيارتك في المواقف المخصصة لسيارات الأجرة على الطريق العام، يمكن أن يؤدي إلى حدوث أزمة سير أو التسبب في حوادث.
لا تنسَ أيضاً أن تراعي مشاعر الآخرين لدى إستخدام المواقف، فلا تركن سيارتك بشكل تحتل فيه موقفين، فتضيع فرصة سائق آخر في العثور على موقف له. كما يجب أن تنتبه إلى توقيف السيارة بشكل يُمكّن صاحب السيارة، التي تقف إلى جانبها، من الصعود إليها. من "إتيكيت" إستخدام مواقف السيارات، عدم ركن السيارة أمام المتاجر التي تحتاج إلى تلك الفسحة الأمامية، مثل متاجر تبديل الإطارات أو تزيين السيارات وغيرها، إضافة إلى مداخل الفيلات وبعض البيوت، حيث نجد أشخاصاً يركنون سياراتهم، بشكل يمنع أصحاب البيت من إدخال سياراتهم إلى مواقفهم الخاصة، أو حتى إلى المنزل. من هنا، انتبه جيِّداً إلى طريقة ركن سيارتك. وفي حال اُرغمت يوماً على ركنها بشكل يمنع تحرك السيارات الأخرى المتوقفة، حاول أن تتصرف بلبَاقة، فتضع ورقة عليها كلمة إعتذار ورقم هاتفك، كي يتسنّى لِمَن يرغب في المغادرة الإتصال بك.
9- أعط أحقية ركن السيارة لمن يصل قبلك: بسبب أزمة المواقف المنتشرة في أغلبية المدن الكبرى، قد تنشأ أحياناً خلافات عديدة حول أحقية ركن السيارة في الموقف الشَّاغر. اعلَم أنّ مَن يصل أوّلاً إلى الموقف الشاغر، أو يكون منتظراً ليصبح الموقف شاغراً، له الحق في ركن سيارته في الموقف التاحِ. أمّا في حال وصول السيارتين في الوقت ذاته، فإن مَن يكون الأقرب إلى الموقف، هو الذي يحق له ركن سيارته فيه.