قبل بداية العام الجديد يتقرب الكثير من المسلمين إلى الله أكثر فأكثر، ويسألونه عن كل ما يريدونه، ومنها زيادة الرزق ورد الديون، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان دائم الاستعاذة بالله تعالى من الكفر، الفقر وعذاب القبر، فكان صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم انى أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم، ويأمر بذلك”، رواه الإمام أحمد وغيره، ومن أدعية الرزق التي كان الرسول يدعو بها:
عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك. شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر”، رواه مسلم.
وفي صحيح ابن حبان: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله خادمًا فقال لها قولي: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء أنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء. اقض عنا الدين واغننا من الفقر”.
وفي رواية أبي داود عن أبي سعيد الخدري قال: “دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبا أمامة، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة ؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”، قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني. [1]
ليس هناك أدلة مؤكدة على أن قراءة أجزاء وآيات مُعينة من القرآن الكريم تجلب الرزق، إلا أنه يجب على كل شخص أن يُكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن بشكل عام، وهذا لقول الله عز وجل على لسان نبيه نوح عليه السلام : {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}، (نوح: 10،12). [2]
وكذلك قوله تعالى: {وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ}، (سورة هود: الآية 3).
وأيضًا قوله سبحانه وتعالى: {وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم وَلا تَتَوَلَّوا مُجرِمينَ}، (هود: 52). أوقات دعاء الرزق الذي لا يرد
قد شرع الله تعالى لعباده أن يدعوه في أي وقت، إذ قال عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، (غافر: 60) وكذلك قال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}، (البقرة: 186)، وهناك بعض الأوقات التي يكون فيها الدعاء مستجاب ولا يُرد، ومنها:
في آخر الليل، وجوف الليل.
الوقت ما بين الأذان وإقامة الصلاة.
وقت السجود في الفروض أو النوافل.
وأيضًا في آخر الصلاة قبل نطق السلام وبعد الانتهاء من التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
في يوم الجمعة عندما يجلس الخطيب على المنبر وحتى الصلاة، وكذلك بعد صلاة العصر يوم الجمعة وحتى غروب الشمس.
وبإذن الله تعالى الدعاء في تلك الأوقات لا يرد، وخاصةً في آخر الليل، إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟” وفي حديث آخر قال: “هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من تائب فيتاب عليه حتى يطلع الفجر”، كما أن هذا الوقت ثمين، يجب على كل مؤمن أن يكون له حظ فيه من الادعاء، التهجد والاستغفار.
ومن أقوال رسول الله عن عظيم الدعاء في السجود: “فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم” وقال كذلك: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” أخرجهما مسلم في صحيحه. [3] سور قرآنية لزيادة الرزق
إن المداومة على قراءة القرآن الكريم لها الكثير من الآثار النافعة على قارئها، وكذلك في البيت بوجه عام، فهي تُزيد من الرزق والخيرات، إذ روي عن علي بن موسى الرضا: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “اجعلوا لبيوتكم نصيبًا من القرآن، فإن البيت إذا قُرء فيه تيَسَّرَ على أهله، و كَثُرَ خيره، وكان سُكانه في زيادة، وإذا لم يُقرأ فيه القرآن ضُيق على أهله وقَلَّ خيره وكان سُكانه في نُقصان”، ومن السور التي تؤدي إلى زيادة الرزق: [4]
إن قلة المال والرزق تؤدي إلى جلب الحزن والهم في الحياة، ولذا فإن من أدعية جلب الرزق هي أدعية ذهاب الهم، وقد روى أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا، قَالَ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. دعاء الرزق مكتوب
في معجم الطبراني الصغير أنه روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: “ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك”، وقام الألباني بتحسينه في صحيح الترغيب والترهيب. [5]