اكتشفت دراسة أن مرضى النوبات القلبية لديهم مستوى أعلى من نوع معين من الخلايا التي تبطِّن جدران شرايينهم. وأوضح العلماء الاميركيون الذين أجروا الدراسة ان هذه الخلايا تُطلق لدى تمزق الشرايين في الأسابيع التي تسبق النوبة القلبية وبالتالي فإن ارتفاع تركيزها في الدم يطلق اشارات انذار يمكن التقاطها.
ويعتبر إيجاد طريقة للتنبؤ بالنوبات القلبية قبل حدوثها "الكأس المقدسة" لطب أمراض القلب والأوعية الدموية ويمكن أن تؤدي الى فحص المريض في غرف الطوارئ استعدادا لنوبة قلبية محدقة. ولكن خبراء بريطانيين طعنوا في الطريقة التي أعلنها الباحثون الاميركيون مؤكدين ان دراسات اوروبية توصلت الى إشارة أوثق تنذر بأن نوبة قلبية على وشك ان تحدث.
وركزت الدراسة الاميركية الجديدة على نوع من الخلايا تُسمى الخلايا البطانية العائمة التي تغطي جدران الشرايين في كل انحاء الجسم. وأظهرت الفحوص التي أُجريت على 50 مريضا أُصيبوا بنوبات قلبية ان لديهم في المتوسط ما بين 12 و51 مليون خلية بطانية عائمة في المليلتر الواحد من الدم بالمقارنة مع مليونين الى خمسة ملايين في الأصحاء. كما انها تكون أكبر ومشوهة الشكل في مرضى النوبات القلبية.
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن الباحث راغافا غولابودي الذي شارك في الدراسة الأميركية ان هذا سيكون الفحص الأمثل في غرفة الطوارئ لمعرفة ما إذا كان المريض على وشك الاصابة بنوبة قلبية أو ان نوبة ستحدث خلال الاسبوعين المقبلين. واضاف ان الفحص المعتمد حاليا يقتصر على تحديد ما إذا كان المريض يتعرض الى نوبة قلبية الآن أو تعرض لها مؤخرا.
ولكن البروفيسور جون مارتن أخصائي القلب في كلية لندن الجامعية قال إن هناك دليلا أقوى بكثير ينذر بقرب حدوث نوبة قلبية هو تراكم الصفائح الدموية في الشرايين. واضاف انه يشك في نتائج أي دراسة تقول إن التنبؤ بالنوبة القلبية ممكن من دون فحص الدم قبل النوبة وليس بعدها. وتحدث في بريطانيا على سبيل المثال نحو 124 الف نوبة قلبية سنويا اكثر من ثلثهم يفارقون الحياة قبل الوصول الى المستشفى.