أوجب الشافعية على المأموم أن يقرأ الفاتحة مطلقًا، فمن تركها عمدًا فصلاتهباطلة، وذلك ولقوله صلى الله عليه وسلم-: “لا صلاةَ لمن لم يَقرأ بفاتحةِ الكِتَاب”.
لا تصح فريضة من الصلوات الخمس في الإسلام إلا بقراءة سورة الفاتحة، ولها أحكام في صلام المسلم سواء كان منفرد في الصلاة أو في صلاة الجماعة، وهي ركن من أركان إتمام الصلاة وقيل هذا عند مذهب الجمهور من المالكية والحنابلة ومذهب الشافعية، وتم ذكر دليلهم من السنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في حديث عبادة بن الصامت رضى الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وهناك حديث آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج) قالها ثلاثاً وخداج هنا بمعنى صلاة المسلم صلاة ناقصة. حكم ضم سورة مع سورة الفاتحة
مكروه قراءة سورة مع الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة في صلاة الظهر والعصر وصلاة العشاء وذلك تنزيهاً لا تحريماً لأن ذلك على خلاف السنة النبوية الشريفة، وتم تأكيد ذلك عن ابن العابدين عند شرحه في الحاشية إن ضمت سورة مع سورة الفاتحة سهوا وجب على المصلى سجدتا السهو حيث أنه تم تأخير الركوع في محله، وبمعنى هذا أن وجوب الاقتصار على الفاتحة سنة لا واجب والله أعلم.[1] متى يقرأ المصلي سورة الفاتحة
يقرأ المسلم في صلاته سورة الفاتحة عند سكوت الإمام.
يمكن للمصلي أن يقرأها في وقت قراءة الإمام للسورة ثم ينصت لأن الحكمة من صلاة الجماعة هي صلاح النفس من أجل الحفاظ على تقوى الله داخل المسلم بأن يعين المسلم أخيه في الصلاة.
يجوز للمسلم في صلاته قراءة الفاتحة في حال سكوت الجمع من المصلين.
يمكن قراءة سورة الفاتحة قبل أن يقرأها الأمام جهراً أو سراً.
حكم وجوب قراءة المأموم للفاتحة
أما عن حكم المأموم لقراءة الفاتحة في صلاته أي عندما يصلي مع الإمام فتنوعت العديد من الآراء للفقهاء بخصوص حكم قراءة الفاتحة، فهنالك استدلالات لمن أكد وجوب قراءة الفاتحة للمأموم ومنها:
لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب (متفق عليه).
من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خِداج (رواه مسلم).
الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي (رواه مسلم).
لا تجزئ صلاة لا يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب، وآيتين فصاعداً ( رواه ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه).
قول الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ( عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم).
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي ونصفها لعبدي (رواه مسلم وأصحاب السنن الأربعة).
حكم قراءة الفاتحة في صلاة الفرض
عند الإمام الشافعي.
عندالإمام مالك.
عند الإمام أبو حنيفة.
اختلفت أراء الفقهاء في الاستدلال عن وجوب وفرضية قراءة سورة الفاتحة وذلك من أجل الحفاظ على الدين الإسلامي ومنها: الإمام الشافعي: أوجب الإمام الشافعي قراءة سورة الفاتحة لمن يصلي منفرداً وهي ركن من الأركان الهامة لقبول الصلاة فلا تصح إلا بها. الإمام مالك: وجوب قراءة سورة الفاتحة لمن يصلي بمفرده ووجبت قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة السرية أما صلاة المسلم الجهرية فعلية الإنصات للإمام والاستماع الجيد، لقوله تعالى (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (سورة الأعراف:204)، أي أن صيغة الأمر هنا أفادت الوجوب، أي يجب على المسلم الاستماع إلى الإمام في الصلاة الجهرية مع عدم الانشغال عن الإنصات، وهذا ما أكده ابن العربي في قوله عند وجوب القراءة كانت للتيسير على المسلم لا للتحريم.[2] الإمام أبو حنيفة: قراءة الفاتحة لمن يصلي منفرداً واجبة وإذا لم تقرأ سهواً تصح صلاته ومن تعمد في ترك قراءة سورة الفاتحة أساء ولا تصح صلاته. حكم نسيان قراءة سورة الفاتحة في الصلاة
هناك حكم عند نسيان قراءة سورة الفاتحة عند أغلب الفقهاء وهي أحكام متعددة ومنها:
حكم نسيان الإمام لقراءة سورة الفاتحة.
حكم نسيان آية من سورة الفاتحة.
حكم نسيان المأموم لقراءة سورة الفاتحة.
حكم نسيان الإمام لقراءة سورة الفاتحة: عند نسيان الإمام للقراءة في إحدى الركعات أو نسى آية، لزمه إعادة الصلاة إذا مرت ركعات الصلاة، أما عند تنبه الإمام سريعاً فعليه أن يأتي بركعة بدلاً منها لأنه لم يقرأ سورة الفاتحة كاملة ثم يقوم بسجدة السهو، وأما عن المصلين فلا مانع من القيام بمحاولة تذكير الإمام بالنسيان عن طريق المصلين في الصف الأول. حكم نسيان آية من سورة الفاتحة: إذا نسى الإمام سهواً من آية من سورة الفاتحة ولم يذكر إلا بعد انتهاء الركعة وجب عليه إعادة الصلاة لأن قراءة سورة الفاتحة ركن من أركان الصلاة الهامة، كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم فلا صلاة لمن لم يقرأ الفاتحة فيما رواه البخاري 756، وعليه أن يقوم بصلاة ركعة وأن ويسجد سهواً أما في حالة نسيان آية من غير سورة الفاتحة فالصلاة صحيحة ولا شئ عليه ولا خلاف على ذلك، والدلالة على أن صلاته صحيحه أكدها الفقهاء لأن قراءة ما زاد على الفاتحة هو مستحب غير واجب. حكم نسيان المأموم لقراءة سورة الفاتحة: حكم نسيان الفاتحة كغيره من الأركان إن تم ذكره في الركوع أو ما بعد الركوع قبل السجود يلزمه أن يرجع للركعة مرة أخرى فيأتي بالفاتحة، وإذا تذكر في الركعة الثانية وجب أن يعتبر الركعة الثانية هي الركعة الأولى أى الركعة الثانية قامت مقام الركعة الأولى مع السجود سجدة السهو، أما إن ركع الإمام مع نسيان المأموم لقراءة الفاتحة فلا يجوز له أن يقف ليقرأها حتى لا يحدث تشتت للمصلين، وفي حالة الجاهل أو الغافل لوجوب قراءة الفاتحة للمأموم فحكمه هنا حكم الناسي أو الساهي، فرغم اجتهاده فقد نسى القراءة، ويعتبر هنا الأمر من الأعذار الشرعية لأن دين الإسلام يسر لا عسر وهناك قول يفيد بقطع الصلاة عند التذكر نسيان قراءة الفاتحة على أن يقوم المصليين بإعادة الصلاة وهذا أمر غير صحيح عند بعض الفقهاء لأن الأصل في الصلاة وجوب قراءة سورة الفاتحة وطالما نسيها دون عمد أو قصد وجب على المصلين تذكير المأموم إن استطاعوا للإصلاح والله أعلم.[3]